شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب الندبة

صفحة 249 - الجزء 2

  نحو: وا قام زايده، فيمن⁣(⁣١) اسمه: قام زيد"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٦٠٤ - كذاك تنوين الذي به كمل ... من صلة أو غيرها ............

  وأجاز الكوفيون حذف التنوين وإثباته مع فتحه، [فيقولون: وا غلام زيدناه⁣(⁣٢)، محافظة على بقاء ألف الندبة، ومع كسره وقلب الألف ياء]⁣(⁣٣): فيقولون: وا غلام زيدنيه⁣(⁣٤)، على أصل التقاء الساكنين.

  وأجاز الفراء حذف التنوين مع إبقاء الكسرة وقلب الألف ياء، فيقول: وا غلام زيديه، ولا يجيز البصريون إلا حذف التنوين لالتقاء الساكين، كما في اجتماع الألفين.

  "و" يحذف لهذه الألف ما قبلها "من ضمة" بنائية "نحو: وا زيداه" ووا منداه فيمن اسمه "منذ" "أو كسرة" إعرابية "نحو: وا عبد الملكاه، أو" بنائية نحو: "وا حذاماه" لأن ما قبل الألف لا يكون مضمومًا ولا مكسورًا.

  "فإن أوقع حذف الكسرة أو الضمة في لبس أبقيا وجعلت الألف ياء بعد الكسرة نحو: وا غلامكي"، إذ لو قيل: واغلامكا، التبس بالمذكر، "وواوًا بعد الضمة نحو: وا غلامهو، أو: وا غلامكمو"، إذ لو قيل: وا غلامها، وا غلامكما، التبس المذكر بالمؤنث في الأولى، والجمع بالمثنى في الثانية، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٦٠٥ - والشكل حتمًا أوله مجانسا ... إن يكن الفتح بوهم لابسا

  "ولك في الوقف زيادة هاء السكت بعد أحرف المد" الثلاثة توصلا إلى زيادة المد، نحو: وا زيداه، وا غلامكيه، وا غلامكموه، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٦٠٦ - وواقفا زد هاء سكت إن ترد ... ..................................

  فإن وصلت حذفتها إلا في الضرورة فيجوز إثباتها كقول المتنبي: [من البسيط]

  ٧٢٧ - وا حر قلباه ممن قلبه شبم ... ..................................

  ولك حينئذ ضمها تشبيها بهاء الضمير وكسرها على أصل التقاء الساكنين، وأجاز الفراء إثباتها في الوصل بالوجهين.


(١) بعده في "ب": "كان".

(٢) في "ط": "زيداه".

(٣) سقط ما بين المعكوفين من "ب".

(٤) في "ط": "زيديه".

٧٢٧ - عجز البيت: "ومن بجسمي وحالي عنده سقم"، وهو للمتنبي في ديوانه ٣/ ٨٠، وخزانة الأدب ٧/ ٢٧٦، وشرح قطر الندى ص ٢٢٣، وشرح المفصل ١٠/ ٤٤.