شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 355 - الجزء 2

  فيقول في الرفع جاءني حواري، وأعيمي، وقاضي، ويرمي، بإثبات الياء ساكنة فيهن، مقدرًا فيها الضمة، ويقولون في الجر، مررت بجواري، وأعيمي، وقاضي، ويرمي بفتح الياء فيهن⁣(⁣١)، "كما" تفتح "في النصب، احتجاجًا بقوله"، وهو الفرزدق: [من الرجز]

  ٨٠١ - قد عجبت مني ومن يعيليا ... لما رأتني خلقًا مقلوليا

  بفتح الياء من: يعيليا مصغر يعلى علم رجل، ولم ينونه لأنه لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل، كـ: مبيطر، وألفه للإطلاق، وخلقًا بفتح الخاء المعجمة واللام، في آخره قاف العتيق جدًا. والمراد هنا: رث الهيئة. والمقلولي، بفتح الميم، المتجافي المنكمش. وقال عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي النحوي: إن الفرزدق أخطأ في فتح الياء من يعيليا، ورد بأنه من إجراء المعتل مجرى الصحيح. "وذلك عند الجمهور ضرورة⁣(⁣٢)، كقوله": وهو الفرزدق "في غير العلم" يهجو عبد الله، لما بلغه مقالة عبد الله المذكور: [من الطويل]

  ٨٠٢ - فلو كان عبد الله مولى هجرته ... ولكن عبد الله مولى مواليا

  فأظهره الفتحة في حالة الجر، ضرورة⁣(⁣٣)، وكان القياس أن يقول: مولى موال، على حد⁣(⁣٤): {وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ}⁣[الفجر: ١ - ٢]


(١) سقط من "ط".

٨٠١ - تقدم تخريج الرجز برقم ٢٠٨.

(٢) انظر ما يجوز للشاعر في الضرورة ص ١٩٨، وضرائر الشعر ص ٤٢ - ٤٣.

٨٠٢ - البيت للفرزدق في إنباه الرواة ٢/ ١٠٥، وبغية الوعاة ٢/ ٤٢، وخزانة الأدب ١/ ٣٢٥، ٢٣٩، ٥/ ١٤٥، والدرر ١/ ٢٧، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣١١، وشرح المفصل ١/ ٦٤، والكتاب ٣/ ٣١٣، ٣١٥، ولسان العرب ١٥/ ٤٧، "عرا"، ٤٠٩، "ولى" وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٤، ومراتب النحويين ص ٣١, والمقاصد النحوية ٤/ ٣٧٥، والمقتضب ١/ ١٤٣، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٤٠، وشرح الأشموني ٣/ ٥٤١، وهمع الهوامع ١/ ٣٦.

(٣) انظر ما يجوز للشاعر في الضرورة ص ١٩٩.

(٤) سقط من "ب".