فصل 2
  فيقول في الرفع جاءني حواري، وأعيمي، وقاضي، ويرمي، بإثبات الياء ساكنة فيهن، مقدرًا فيها الضمة، ويقولون في الجر، مررت بجواري، وأعيمي، وقاضي، ويرمي بفتح الياء فيهن(١)، "كما" تفتح "في النصب، احتجاجًا بقوله"، وهو الفرزدق: [من الرجز]
  ٨٠١ - قد عجبت مني ومن يعيليا ... لما رأتني خلقًا مقلوليا
  بفتح الياء من: يعيليا مصغر يعلى علم رجل، ولم ينونه لأنه لا ينصرف للعلمية ووزن الفعل، كـ: مبيطر، وألفه للإطلاق، وخلقًا بفتح الخاء المعجمة واللام، في آخره قاف العتيق جدًا. والمراد هنا: رث الهيئة. والمقلولي، بفتح الميم، المتجافي المنكمش. وقال عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي النحوي: إن الفرزدق أخطأ في فتح الياء من يعيليا، ورد بأنه من إجراء المعتل مجرى الصحيح. "وذلك عند الجمهور ضرورة(٢)، كقوله": وهو الفرزدق "في غير العلم" يهجو عبد الله، لما بلغه مقالة عبد الله المذكور: [من الطويل]
  ٨٠٢ - فلو كان عبد الله مولى هجرته ... ولكن عبد الله مولى مواليا
  فأظهره الفتحة في حالة الجر، ضرورة(٣)، وكان القياس أن يقول: مولى موال، على حد(٤): {وَالْفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرٍ}[الفجر: ١ - ٢]
(١) سقط من "ط".
٨٠١ - تقدم تخريج الرجز برقم ٢٠٨.
(٢) انظر ما يجوز للشاعر في الضرورة ص ١٩٨، وضرائر الشعر ص ٤٢ - ٤٣.
٨٠٢ - البيت للفرزدق في إنباه الرواة ٢/ ١٠٥، وبغية الوعاة ٢/ ٤٢، وخزانة الأدب ١/ ٣٢٥، ٢٣٩، ٥/ ١٤٥، والدرر ١/ ٢٧، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣١١، وشرح المفصل ١/ ٦٤، والكتاب ٣/ ٣١٣، ٣١٥، ولسان العرب ١٥/ ٤٧، "عرا"، ٤٠٩، "ولى" وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٤، ومراتب النحويين ص ٣١, والمقاصد النحوية ٤/ ٣٧٥، والمقتضب ١/ ١٤٣، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٤٠، وشرح الأشموني ٣/ ٥٤١، وهمع الهوامع ١/ ٣٦.
(٣) انظر ما يجوز للشاعر في الضرورة ص ١٩٩.
(٤) سقط من "ب".