شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 361 - الجزء 2

  فـ"كي" هنا تعليلية لتأخر اللام من لتقضيني عنها، وتقضيني منصوب بـ"أن" مضمرة. وأما حكاية الأخفش: لكي ما أضربك، بالرفع، فمخرجة على جعل "ما" موصولة، و"كي" جارة مؤكدة للام⁣(⁣١)، كما أكدت الكاف بمثل في: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}⁣[الشورى: ١١] ومثل بالكاف في مثل: [من الرجز]

  ٨٠٨ - مثل كعصف مأكول

  "و" الثاني: نحو "قوله" وهو جميل بن عبد الله لا حسان خلافًا للزمخشري⁣(⁣٢): [من الطويل]

  ٨٠٩ - فقالت أكل الناس أصبحت مانحا ... لسانك كيما أن تغر وتخدعا

  فـ"كي" هنا تعليلية لتأخر "أن" عنها، و"كل الناس": مفعول أول لـ"مانحا" و"لسانك": مفعوله الثاني و"تغر": بضم الغين وبالراء المهملة.

  "ويجوز الأمران": المصدرية والتعليلية، إن فقد سبق اللام، وتأخر "أن", أو وجدا.

  فالأول كما "في نحو: {كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً}⁣[الحشر: ٧] فإن قدرت قبلها اللام فهي مصدرية، وإن لم تقدر قبلها اللام فهي تعليلية، فيكون على الأول منصوبًا بنفس "كي". وعلى الثاني منصوبًا بـ"أن" مضمرة بعد "كي" والأولى أن تكون مصدرية كما ذكره الموضح في باب حروف الجر⁣(⁣٣).

  ["و" الثاني]⁣(⁣٤) كما في "قوله": [من الطويل]

  ٨١٠ - أردت لكيما أن تطير بقربتي ... فتتركها شنا ببيداء بلقع


(١) الدرر ١/ ٧٩.

٨٠٨ - تمام الرجز: "فصيروا مثل كعصف مأكول"، وتقدم تخريجه برقم ٢٩٤.

(٢) كذا قال العيني في المقاصد النحوية ٢/ ٢٠٤، مع أن الزمخشري نسبه في المفصل ص ٣٢٥ إلى جميل.

٨٠٩ - تقدم تخريجه برقم ٨٠٥.

(٣) أوضح المسالك ٣/ ١٣.

(٤) إضافة من "ب"، "ط".

٨١٠ - البيت بلا نسبة في الإنصاف ٢/ ٥٨٠، وأوضح المسالك ٤/ ١٥٤، والجنى الداني ص ٢٦٥، وجواهر الأدب ص ٢٣٢، وخزانة الأدب ١/ ١٦، ٨/ ٤٨١، ٤٨٤, ٤٨٧، ورصف المباني ص ٢١٦، ٣١٦، وشرح الأشموني ٣/ ٥٤٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٥٠٨، وشرح المفصل ٧/ ١٩، ٩/ ١٦، ومغني اللبيب ١/ ١٨٢، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٠٥.