شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 388 - الجزء 2

  "مؤكدة، وجب إظهارها" لئلا يتوالى مثلان، وهما: "لام" كي، و"لام" لا، من غير إدغام، وهو ركيك في الكلام. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٦٨٢ - وبين لا ولام جر التزم ... إظهار أن .................

  "نحو": {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ}⁣[البقرة: ١٥٠]، بإدغام النون في "لا" النافية، لتقارب مخرجيهما. {لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ}⁣[الحديد: ٢٩] بإدغام النون في "لا" المؤكدة.

  والحاصل، أن لـ"أن" بعد اللام ثلاث حالات: وجوب الإضمار بعد لام الجحود، ووجوب الإظهار وذلك إذا اقترن الفعل بـ"لا" وجواز الأمرين، وذلك بعد "لام" كي، و"لام" العاقبة، و"لام" التوكيد.

  "و" الأحرف "الأربعة الباقية" من الأحرف الخمسة التي تضمر أن بعدها جوازًا: "أو، و: الواو، و: الفاء، و: ثم، إذا كان العطف" بها "على اسم" صريح "ليس في تأويل الفعل"، وهو⁣(⁣١) نوعان: مصدره وغيره. فغير المصدر، كقول الحصين ابن الحمام⁣(⁣٢) المري: [من الطويل]

  ٨٣٢ - ولولا رجال من رزام أعزة ... وآل سبيع أو أسوءك علقما

  فـ"أسوءك": معطوف على "رجال"، وهو ليس في تأويل الفعل، و"رزام":

  حي من نمير. والمصدر "نحو": {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا}⁣[الشورى: ٥١] في قراءة غير نافع؛ بالنصب"⁣(⁣٣)، بإضمار "أن" بعد "أو". والتقدير: أو أن يرسل، وأن يرسل في تأويل مصدر منصوب. "عطفًا على وحيا⁣(⁣٤) ". والتقدير: إلا وحيًا أو إرسالا، ووحيًا مصدر ليس في تأويل الفعل.

  "وقوله"، وهو الشخص المسمى ميسون الكلابية، زوج معاوية بن أبي سفيان


(١) في "أ": "وهما".

(٢) في "أ", "ب"، "ط": "حصين بن حمام" بإسقاط "ال" التعريف منهما.

٨٣٢ - البيت للحصين بن حمام في خزانة الأدب ٣/ ٣٤٢، والدرر ٢/ ١٦، وشرح اختيارات المفضل ص ٣٣٤، والكتاب ٣/ ٥٠، وبلا نسبة في سر صناعة الإعراب ١/ ٢٧٢، وشرح الأشموني ٣/ ٥٥٩، والمحتسب ١/ ٣٢٦، وهمع الهوامع ٢/ ١٠.

(٣) قرأها بالرفع "يرسل" نافع وابن عامر والزهري وشيبة وابن ذكوان وهشام وأبو جعفر. انظر الإتحاف ٣٨٤، والبحر المحيط ٧/ ٥٢٧، والنشر ٢/ ٣٦٨، والقراءة من شواهد أوضح المسالك ٤/ ١٩٢، وشرح ابن الناظم ص ٤٨٩، وشرح ابن عقيل ٢/ ٣٦١.

(٤) انظر شرح ابن الناظم ص ٤٨٧.