شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 3

صفحة 393 - الجزء 2

فصل:

  "وجازم الفعل نوعان: جازم فعل⁣(⁣١) واحد، وهو" أحرف "أربعة":

  أحدها: "لا الطلبية، نهيًا كانت، نحو: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}⁣[لقمان: ١٣] أو دعاء نحو: {لا تُؤَاخِذْنَا}⁣[البقرة: ٢٨٦] أو التماسًا، نحو: لا تفعل. فالنهي عن الأعلى، والدعاء من الأدنى، والالتماس من المساوي.

  "وجزمها فعلي المتكلم"⁣(⁣٢)، المبدوء بالهمزة والمبدوء بالنون، حال كونهما "مبنيين للفاعل، نادر، كقوله"، وهو النابغة الذبياني: [من البسيط]

  ٨٣٨ - لا أعرفن ربربا حورا مدامعها ... مردفات على أعقاب أكوار

  فـ"لا" ناهية، و"أعرف" مجزوم بها ومؤكد بالنون الخفيفة، مسند إلى ضمير المتكلم. وهذا النوع مما أقيم فيها المسبب مقام السبب أي: لا يكن⁣(⁣٣) ربرب فأعرفه، والربرب: براءين مهملتين وباءين موحدتين: القطيع من البقر الوحشية، والحور، بضم الحاء المهملة، جمع حوراء، من الحور، بفتحتين: وهو شدة بياض العين في شدة سوادها.

  ومدامعها مرفوع بحوراء، وأراد بها العيون لأنها مواضع الدمع في إطلاق الحال


(١) في "ط": "لفعل".

(٢) في "ب": "التكلم".

٨٣٨ - البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٧٥ - ٧٦، وهو ملفق من بيتين هما:

لا أعرفن ربربًا حورًا مدامعها ... كأن أبكارها نعاج دوار

خلف العضاريط لا يوقين فاحشة ... مردفات على أعقاب أكوار

وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٢، والكتاب ٣/ ٥١١، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٤١، وتاج العروس ١١/ ٣٣٥، "دور"، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٩٨، وجواهر الأدب ص ٢٥١، ومغني اللبيب ١/ ٢٤٦، وشرح ابن الناظم ص ٤٩٣، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٣.

(٣) في "ب": "يكون".