فصل 3
فصل:
  "وجازم الفعل نوعان: جازم فعل(١) واحد، وهو" أحرف "أربعة":
  أحدها: "لا الطلبية، نهيًا كانت، نحو: {لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ}[لقمان: ١٣] أو دعاء نحو: {لا تُؤَاخِذْنَا}[البقرة: ٢٨٦] أو التماسًا، نحو: لا تفعل. فالنهي عن الأعلى، والدعاء من الأدنى، والالتماس من المساوي.
  "وجزمها فعلي المتكلم"(٢)، المبدوء بالهمزة والمبدوء بالنون، حال كونهما "مبنيين للفاعل، نادر، كقوله"، وهو النابغة الذبياني: [من البسيط]
  ٨٣٨ - لا أعرفن ربربا حورا مدامعها ... مردفات على أعقاب أكوار
  فـ"لا" ناهية، و"أعرف" مجزوم بها ومؤكد بالنون الخفيفة، مسند إلى ضمير المتكلم. وهذا النوع مما أقيم فيها المسبب مقام السبب أي: لا يكن(٣) ربرب فأعرفه، والربرب: براءين مهملتين وباءين موحدتين: القطيع من البقر الوحشية، والحور، بضم الحاء المهملة، جمع حوراء، من الحور، بفتحتين: وهو شدة بياض العين في شدة سوادها.
  ومدامعها مرفوع بحوراء، وأراد بها العيون لأنها مواضع الدمع في إطلاق الحال
(١) في "ط": "لفعل".
(٢) في "ب": "التكلم".
٨٣٨ - البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ٧٥ - ٧٦، وهو ملفق من بيتين هما:
لا أعرفن ربربًا حورًا مدامعها ... كأن أبكارها نعاج دوار
خلف العضاريط لا يوقين فاحشة ... مردفات على أعقاب أكوار
وشرح شواهد المغني ٢/ ٦٥٢، والكتاب ٣/ ٥١١، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٤١، وتاج العروس ١١/ ٣٣٥، "دور"، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٤/ ١٩٨، وجواهر الأدب ص ٢٥١، ومغني اللبيب ١/ ٢٤٦، وشرح ابن الناظم ص ٤٩٣، وشرح الأشموني ٣/ ٥٧٣.
(٣) في "ب": "يكون".