شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل في أوجه "لو"

صفحة 425 - الجزء 2

  فأدخل اللام على "ما" النافية، ولا تدخل اللام على ناف غيرها، وتقدم في باب "إن" توجيه ذلك.

  "قيل: وقد تجاب" لو "بجملة اسمية" مقرونة باللام. "نحو": {وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا " لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ} " [البقرة: ١٠٣] صرح بذلك ابن مالك في شرح التسهيل فقال⁣(⁣١): إن اللام في "المثوبة" جواب "لو". وإن بين الماضي والاسم تشابها عن هذه الجهة. قال الزمخشري⁣(⁣٢): وإنما جعل جوابها جملة اسمية دلالة على استمرار مضمون الجزاء. وقيل: الجملة مستأنفة، صرح به أبو حيان في البحر فقال⁣(⁣٣): "اللام" في "لمثوبة"، لام الابتداء، لا الواقعة في جواب "لو"، وهو أحد احتمالي الزمخشري.

  أو "جواب لقسم مقدر". صرح بذلك ابن مالك في بعض نسخ التسهيل فقال⁣(⁣٤): وإذا وليها جملة اسمية فهي جواب قسم. وارتضاه في المغني فقال⁣(⁣٥): والأولى أن تكون لام "لمثوبة" الاسمية استعيرت مكان الفعلية ففيه تعسف. انتهى. وأن "لو" في هذين الوجهين الأخيرين. وهما: الاستئناف وجواب القسم، للتمني فلا جواب لها على الأصح الآتي.

  الوجه الرابع من أوجه "لو": أن تكون للتمني نحو: لو تأتني⁣(⁣٦) فتحدثني. بالنصب. واختلف فيها، فقال ابن الضائع وابن هشام: هي قسم برأسها فلا تحتاج إلى جواب. وقال بعضهم: هي لو الشرطية أشربت معنى ليت⁣(⁣٧).

  الوجه الخامس: أن تكون للعرض نحو: لو تنزل عندنا فتصيب خيرًا. ذكره في التسهيل⁣(⁣٨).

  الوجه السادس: أن تكون للتقليل نحو: "تصدقوا ولو بظلف محرق"⁣(⁣٩).

  ذكره ابن هشام اللخمي وغيره.


(١) شرح التسهيل ٤/ ١٠٠.

(٢) الكشاف ١/ ٨٦.

(٣) البحر المحيط ١/ ٣٣٥.

(٤) التسهيل ص ٢٤١.

(٥) مغني اللبيب ١/ ٢٢٨.

(٦) في "ب"، "ط": "تأتيني".

(٧) مغني اللبيب ١/ ٢٢٧.

(٨) انظر الإعراب عن قواعد الإعراب ص ٨٧.

(٩) في سنن النسائي ٥/ ٨١: "ردوا السائل ولو بظلف محرق". وانظر الإعراب عن قواعد الإعراب ٨٧.