شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 451 - الجزء 2

  عود الضمير عليهما⁣(⁣١)، تذكيرًا وتأنيثًا، "فيعطى العدد عكس ما يستحقه ضميرهما"⁣(⁣٢)، مذكرًا، أنت العدد، وإن كان مؤنثًا ذكر.

  "فتقول" في اسم الجنس: "ثلاثة من الغنم" عندي، "بالتاء" في ثلاثة، "لأنك تقول: غنم كثير، بالتذكير" للضمير المستتر في: كثير، "وثلاث من البط، بترك التاء" من ثلاثة⁣(⁣٣)، "لأنك تقول: بط كثيرة، بالتأنيث" للضمير المستتر في: كثيرة.

  "و" تقول: "ثلاثة من البقر"، بالتاء، "أو: ثلاث"، بتركها، "لأن" ضمير البقر يجوز فيه التذكير والتأنيث باعتبارين، وذلك أن⁣(⁣٤) "في البقر لغتين: التذكير والتأنيث، قال الله تعالى: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا}⁣[البقرة: ٧٠] بتذكير الضمير، "وقرئ: تشابهت" بتأنيثه⁣(⁣٥).

  وحاصل ما ذكره من أمثلة اسم الجنس ثلاثة أنواع: ما فيه لغتان، التذكير فقط [وهو: الغنم. وما فيه لغة التأنيث فقط وهو: البط, وما فيه لغتان، التذكير والتأنيث وهو: البقر، ولم يمثل]⁣(⁣٦) لاسم الجمع، وفصل فيه ابن عصفور فقال⁣(⁣٧): إن كان لمن يعقل فحكمه حكم المذكر كـ: القوم والرهط والنفر. وإن كان لما لا يعقل فحكمه حكم المؤنث كـ: الجامل والباقر.

  "و" التذكير والتأنيث "يعتبران مع الجمع بحال مفرده" فإن كان مفرده مذكرًا أنت عدده، وإن كان مؤنثًا ذكر، "فلذلك تقول: إصطبلات" جمع إصطبل، بقطع الهمزة المكسورة. "وثلاثة حمامات" جمع حمام؛ بتشديد الميم؛ "بالتاء فيهما" اعتبارًا بالإصطبل والحمام فإنهما مذكران، ولا تقول: ثلاث، بتركها؛ "اعتبارًا بالجمع، خلافًا للبغداديين" والكسائي⁣(⁣٨). ونقل سيبويه والفرء أن كلام العرب على خلاف ذلك⁣(⁣٩).


(١) في "ب": "إليهما".

(٢) في "ب": "ضميرها".

(٣) في "أ", "ب": "ثلاث".

(٤) في "ب": "لأن".

(٥) في البحر المحيط ١/ ٢٥٤، وتفسير القرطبي ١/ ٤٥٢، أنها قراءة أبي.

(٦) سقط ما بين المعكوفين من "ب".

(٧) المقرب ٢/ ٣٠٦ - ٣٠٧.

(٨) الارتشاف ١/ ٣٦١.

(٩) الكتاب ٣/ ٥٦١ - ٥٦٢.