فصل 1
  عود الضمير عليهما(١)، تذكيرًا وتأنيثًا، "فيعطى العدد عكس ما يستحقه ضميرهما"(٢)، مذكرًا، أنت العدد، وإن كان مؤنثًا ذكر.
  "فتقول" في اسم الجنس: "ثلاثة من الغنم" عندي، "بالتاء" في ثلاثة، "لأنك تقول: غنم كثير، بالتذكير" للضمير المستتر في: كثير، "وثلاث من البط، بترك التاء" من ثلاثة(٣)، "لأنك تقول: بط كثيرة، بالتأنيث" للضمير المستتر في: كثيرة.
  "و" تقول: "ثلاثة من البقر"، بالتاء، "أو: ثلاث"، بتركها، "لأن" ضمير البقر يجوز فيه التذكير والتأنيث باعتبارين، وذلك أن(٤) "في البقر لغتين: التذكير والتأنيث، قال الله تعالى: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا}[البقرة: ٧٠] بتذكير الضمير، "وقرئ: تشابهت" بتأنيثه(٥).
  وحاصل ما ذكره من أمثلة اسم الجنس ثلاثة أنواع: ما فيه لغتان، التذكير فقط [وهو: الغنم. وما فيه لغة التأنيث فقط وهو: البط, وما فيه لغتان، التذكير والتأنيث وهو: البقر، ولم يمثل](٦) لاسم الجمع، وفصل فيه ابن عصفور فقال(٧): إن كان لمن يعقل فحكمه حكم المذكر كـ: القوم والرهط والنفر. وإن كان لما لا يعقل فحكمه حكم المؤنث كـ: الجامل والباقر.
  "و" التذكير والتأنيث "يعتبران مع الجمع بحال مفرده" فإن كان مفرده مذكرًا أنت عدده، وإن كان مؤنثًا ذكر، "فلذلك تقول: إصطبلات" جمع إصطبل، بقطع الهمزة المكسورة. "وثلاثة حمامات" جمع حمام؛ بتشديد الميم؛ "بالتاء فيهما" اعتبارًا بالإصطبل والحمام فإنهما مذكران، ولا تقول: ثلاث، بتركها؛ "اعتبارًا بالجمع، خلافًا للبغداديين" والكسائي(٨). ونقل سيبويه والفرء أن كلام العرب على خلاف ذلك(٩).
(١) في "ب": "إليهما".
(٢) في "ب": "ضميرها".
(٣) في "أ", "ب": "ثلاث".
(٤) في "ب": "لأن".
(٥) في البحر المحيط ١/ ٢٥٤، وتفسير القرطبي ١/ ٤٥٢، أنها قراءة أبي.
(٦) سقط ما بين المعكوفين من "ب".
(٧) المقرب ٢/ ٣٠٦ - ٣٠٧.
(٨) الارتشاف ١/ ٣٦١.
(٩) الكتاب ٣/ ٥٦١ - ٥٦٢.