شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 456 - الجزء 2

  جمعًا لـ: قرء؛ بالضم؛ كان قياسًا. والقرء بالفتح والضم؛ يطلق على الطهر والحيض.

  "والثاني": وهو الشاذ سماعًا "نحو: ثلاثة شسوع"؛ بمعجمة فمهملة؛ "فإن أشساعًا" وإن كان قياسًا لأن مفرده: شسع، بكسر أوله⁣(⁣١) وسكون ثانيه: أحد سيور النعل⁣(⁣١)، وأفعال قياس فيه كـ: حمل وأحمال؛ بالحاء المهملة؛ ولكنه "قليل الاستعمال".

  "النوع الثاني" من النوعين: "المائة والألف، وحقهما أن يضافًا إلى مفرد نحو": {فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ}⁣[النور: ٢]، "و" نحو: {فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ}⁣[العنكبوت: ١٤] وإنما كان حقهما ذلك؛ لأن المائة اجتمع فيها ما افترق في عشرة وعشرين من الإضافة والإفراد، لأنها مشتملة عليهما، فأخذت من العشرة الخفض ومن العشرين الإفراد. والألف عوض من⁣(⁣٢) عشر مائة، هي تميز⁣(⁣٣) بمفرد مخفوض، فعوملت الألف معاملة ما عوضت منه. "وقد تضاف المائة إلى جمع، كقراءة الأخوين حمزة والكسائي: "ثلاثمائة سنين" [الكهف: ٢٥] بحذف التنوين للإضافة⁣(⁣٤).

  قيل: ووجه تشبيه المائة بالعشرة إذ كانت تعشيرًا للعشرات، والعشرة تعشيرًا للآحاد، وقيل: إنه من وضع الجمع موضع المفرد. ومن نون فقيل: هو عطف بيان، أو بدل من ثلاثمائة⁣(⁣٥).

  ورد بأن البدل على نية طرح الأول. وعلى تقدير طرحه يكون لمعنى: ولبثوا في كهفهم سنين. فيفوت التنصيص على كمية العدد. ويجاب بأن نية الطرح غالبة لا لازمة. ولا يكون: سنين تمييزًا لأنه يقتضي أنهم أقل ما لبثوا: تسعمائة وتسع سنين.

  قاله الموضح في الحواشي. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٧٢٨ - ومائة والألف للفرد أضف ... ومائة بالجمع نزرا قد ردف

  "وقد تميز" المائة "بمفرد منصوب⁣(⁣٦)، كقوله"، وهو الربيع بن ضبع


(١) سقط ما بينهما من "ب".

(٢) في "أ": "عن".

(٣) في "أ", "ب": "تمييز".

(٤) الرسم المصحفي: {مِائَةٍ} وقرأها "مِائَةِ" بالإضافة: حمزة والكسائي وخلف والحسن والأعمش وطلحة بن سعدان، انظر الإتحاف ٢٨٩، ومعاني القرآن للفراء ٢/ ١٣٨، وهي من شواهد أوضح المسالك ٤/ ٢٥٥، وشرح ابن الناظم ص ٥٢٠، وشرح ابن عقيل ٢/ ٤٠٧.

(٥) انظر الإتحاف ص ٢٨٩، ومعاني القرآن للفراء ٢/ ١٣٨.

(٦) في شرح ابن الناظم ص ٥٢٠: "وقد شذ تمييز المائة بمفرد منصوب".