شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب كنايات العدد وهي ثلاث كم وكأي وكذا

صفحة 477 - الجزء 2

  لأن "على" تستعمل في الضر، كما أن اللام تستعمل في النفع، نحو: {لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ}⁣[البقرة: ٢٨٦].

  "وأما "كأين" فبمنزلة "كم" الخبرية" في خمسة أمور: "في إفادة التكثير"، وفي الإبهام، "وفي لزوم التصدير"، وفي البناء، "وفي انجرار التمييز. إلا أن حرجه بـ"من" ظاهرة لا بالإضافة"، بخلاف "كم". "قال الله تعالى: {وَكَأَيِّنْ مِنْ دَابَّةٍ لَا تَحْمِلُ رِزْقَهَا}⁣[العنكبوت: ٦٠] وقد ينصب" تمييز: "كأين"، "كقوله": [من الخفيف].

  ٨٨٣ - اطرد اليأس بالرجا فكأين ... آلما حم يسره بعد عسر

  فـ"آلما" بمد الهمزة على وزن فاعلا، من: ألم يألم إذا وجع، منصوب على التمييز بـ"كأين" و"اطرد" أمر من طرد يطرد؛ كـ: قتل يقتل. و"اليأس" بالياء المثناة تحت: القنوط: و "الرجا" بالقصر للضرورة: الأمل و"حم" بضم الحاء المهملة؛ بمعنى: قدر.

  يقول: لا تقنط وترج حصول الفرج بعد الشدة، فكم من عديم قدر الله غناه بعد فقره.

  و"كأين" تخالف "كم" في أمور:

  منها أنها مركبة من كاف التشبيه، و"أي" المنونة، و"كم" بسيطة على الأصح. وقيل: مركبة من الكاف و"ما" الاستفهامية ثم حذفت ألفها لدخول الجار، وسكنت ميمها للتخفيف، لثقل الكلمة بالتركيب.

  ومنها أنها لا تقع استفهامية عند الجمهور، خلافًا لابن قتيبة، وابن عصفور، وابن مالك⁣(⁣١).

  ومنها أنها لا تقع مجرورة، خلافًا لابن قتيبة، وابن عصفور فإنهما أجازا: بكأين تبيع هذا الثوب⁣(⁣٢).

  ومنها أن خبرها لا يقع مفردًا.


٨٨٣ - البيت بلا نسبة في الارتشاف ١/ ٣٨٦، وأوضح المسالك ٤/ ٢٧٦، والدرر ١/ ٥٤٢، وشرح الأشموني ٣/ ٦٣٧، وشرح التسهيل ٢/ ٤٢٣، وشرح شواهد المغني ٢/ ٥١٣، ومغني اللبيب ١/ ١٨٦، والمقاصد النحوية ٤/ ٤٩٥، وهمع الهوامع ١/ ٢٥٥.

(١) شرح التسهيل ٢/ ٤٢٣.

(٢) الارتشاف ١/ ٣٨٧.