شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب جمع التكسير

صفحة 522 - الجزء 2

  بل هو من القسم الثاني. وهو ما وضعت العرب له بناء قلة ولكنها استغنت ببناء الكثرة عنه. كقوله تعالى: {يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ}⁣[البقرة: ٢٢٨]. ففسر ثلاثة بجمع الكثرة مع وجود جمع القلة. كقوله - : "دعي الصلاة أيام أقرائك"⁣(⁣١). وعلى ذلك يحمل قول الناظم.

  ٧٩٢ - وبعض ذي بكثرة وضعا يفي ... كأرجل والعكس جاء كالصفي

  البناء "الأول من أبنية القلة: أفعل، بضم العين، وهو جمع لنوعين" كل منهما لجمعه شروط:

  "أحدهما: فعل"، بفتح الفاء وسكون العين، حال كونه "اسمًا" لا صفة، "صحيح العين" لا معتلها. "سواء صحت لامه أم اعتلت، بالياء أم بالواو"، وليست "فاؤه" واوًا" كـ: وعد، ولا "لامه" مماثلة لعينه [كـ: رق]⁣(⁣٢)، وذلك "نحو: كلب" وأكلب، "وظبي" وأظب، "وجرو" وأجر. وأصلهما: أظبي وأجرو، بضم الياء والراء، فقلبت ضمتهما كسرة، والواو في: أجرو ياء وحذفت الياء الأصلية في أظبي، والمنقلبة في: أجرو على حد الحذف في: قاض وغاز.

  "بخلاف نحو: ضخم"، فلا يجمع على أفعل "فإنه صفة. وإنما قالوا: أعبد" جمع: عبد مع أنه صفة "لغلبة الاسمية". قاله ابن مالك⁣(⁣٣).

  "وبخلاف نحو: سوط⁣(⁣٤) وبيت"، فلا يجمعان على: أفعل "لاعتلال العين" بالواو في الأول، والياء في الثاني. "وشذ قياسًا" لا سماعًا: "أعين" جمع: عين. قال الله تعالى: {وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ}⁣[التوبة: ٩٢].

  "و" شذ "قياسًا وسماعًا: أثوب"⁣(⁣٥) جمع: ثوب. "وأسيف" جمع: سيف. قال معروف بن عبد الرحمن، أو حميد بن ثور، على خلف: [من الرجز]

  ٩٠٤ - لكل دهر قد لبست أثوبا ... حتى اكتسى الرأس قناعًا أشيبا


(١) أخرجه أبو داود في الطهارة ١/ ٧٢، والترمذي في الطهارة ١/ ٢٢٠، وابن الأثير في النهاية ٤/ ٣٢.

(٢) إضافة من "ط".

(٣) شرح الكافية الشافية ٤/ ١٨١٦.

(٤) في "أ": "صوت"، وفي "ب": "شوط"، والتصويب من "ط"، وأوضح المسالك ٤/ ٣٠٨.

(٥) في "ب": "أثواب".

٩٠٤ - الرجز لمعروف بن عبد الرحمن في التثنية والإيضاح ١/ ٦٢، وتاج العروس ٢/ ١٠٩ "ثوب"، وشرح أبيات سيبويه ٢/ ٣٩٠، ولسان العرب ١/ ٢٤٥ "ثوب"، ولحميد بن ثور في ديوانه ص ١٦، =