باب جمع التكسير
  أمور: التقدم. والتحرك، والدلالة على المعنى، ومقابلة الأصول. وهو كونه للإلحاق، والخروج عن حروف "سألتمونيها"، وأن لا يؤدي إلى مثال غير موجود، وأن لا يؤدي حذفه إلى حذف الآخر الذي ساواه في جواز الحذف.
  وردها في التسهيل(١) إلى ثلاثة أمور: المزية من جهة المعنى، والمزية من جهة اللفظ، وأن لا يغني حذفه عن حذف غيره.
  فالمزية من جهة المعنى "كالميم مطلقًا"، سواء أكان معها حرف مماثل للأصل أم لا، وسواء أكان ثاني الزائدين ملحقًا أم لا. ولا فرف في ذلك بين الخماسي والسداسي.
  "فتقول في" جمع "منطلق: مطالق"، بحذف النون وإبقاء الميم "لا نطالق"، بحذف الميم وإبقاء النون، لأن الميم تفضل النون بدلالاتها على الفاعل وتصديرها ووجوب تحريكها. واختصاصها بالاسم.
  "و" تقول "في" جمع "مستدع: مداع"، بحذف السين والتاء معًا، لأن بقاءهما يخل ببنية الجمع، وإبقاء الميم لأن لها مزية عليهما(٢)؛ كما تقدم. "لا: سداع ولا تداع"، بحذف الميم والتاء من الأول لأنه بناء غير موجود، والميم والسين من الثاني لأنه وإن كان بناء موجودًا كـ: تناصب(٣)، لكن حذف الميم يفوت الدلالة على اسم الفاعل "خلافًا للمبرد في نحو: مقعنسس" مما أحد(٤) زائديه(٥) للإلحاق، فإنه يقول في جمعه(٦): قعاسس، ويحذف الميم والنون وتبقى(٧) السين ترجيحًا لمماثل الأصل، لأن السين زيدت للإلحاق باحرنجم، وبقاء الملحق أولى من غيره. وخالفه سيبويه في ذلك(٨).
  "وكالهمزة والياء" التحتانية، "المصدرتين" في أول الكلمة، "كـ: ألندد ويلندد" بفتح أولهما وثانيهما وسكون النون فيهما، وهما بمعنى: "ألد"، وهو الشديد
(١) التسهيل ص ٢٧٩.
(٢) في شرح ابن الناظم ٥٥٨: "وتبقى الميم لأنها مصدرة، ومتجددة للدلالة على معنى".
(٣) في "ب"، "ط": "تناظب"، قال الشيخ يس في حاشيته ٢/ ٣١٦: "قوله كتناظب، كذا في النسخة المصححة بخطه، بالظاء المشالة، ولم أقف على هذه المادة في الصحاح ولا في القاموس".
(٤) في "ط": "آخر".
(٥) في "ب": "زوائده".
(٦) المقتضب ٢/ ٢٣٥، وانظر شرح ابن الناظم ص ٥٥٩.
(٧) في "ط": "ويبقي".
(٨) جمع: "مقعنسس" عند سيبويه: "مقاعس"، انظر الكتاب ٣/ ٤٢٩، وشرح ابن الناظم ص ٥٥٩.