شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 600 - الجزء 2

  الرابع: أن ينسب إلى جميع المركب⁣(⁣١) فتقول: "بعلبكي، ومعدي كربي".

  الخامس: أن ينبني من جزأي المركب اسمًا على "فعلل"، وينسب إليه، قالوا في النسب إلى: "حضرموت: حضرمي"⁣(⁣٢). "أو إضافيًّا كـ: امرئي" بكسر الراء تبعًا لكسرة الهمزة، "ومرئي" بحذف الهمزة الأولى، وفتح الميم والراء "في" النسب إلى "امرئ القيس"⁣(⁣٣).

  قيل: و"امرئي" شاذ عند سيبويه⁣(⁣٤)، والمطرد عنده "مرئي" بحذف الهمزة وفتح الميم والراء، كذا تكلمت به العرب، قال ذو الرمة يهجو امرأ القيس: [من الوافر]

  ٩٢٢ - إذا المرئي شبت له بنات ... عقدن برأسه إبة وعارا

  واستثنى محمد بن حبيب امرأ القيس الكندي، فإنه ينسب إلى "مرقسي"⁣(⁣٥).

  "إلا أن كان" المركب الإضافي "كنية، كـ: أبي بكر، وأم كلثوم، أو كان معرفًا صدره بعجزه⁣(⁣٥) كـ: ابن عمر، وابن الزبير، فإنك" تحذف صدره، "وتنسب إلى عجزه"، لأنه المقصود بمدلوله، "فتقول: بكري، وكلثومي، وعمري"، وزبيري.

  "وربما ألحق بهما ما خيف فيه اللبس كقولهم في" النسب إلى "عبد الأشهل: أشهلي، و" في النسب إلى: "عبد مناف: منافي" فحذفوا صدرهما، ونسبوا إلى عجزهما⁣(⁣٥)، إذ لو عكسوا، وحذفوا العجز، ونسبوا إلى صدرهما، وقالوا: "عبدمي" لالتبس بالنسب إلى "عبد" غير مضاف، والأشهل: صفة لرجل، و"مناف" اسم لصنم.

  والحاصل أن المركب الإضافي ينسب إلى عجزه في ثلاثة مواضع: أحدها: ما كان كنية. الثاني: ما تعرف صدره بعجزه. الثالث: ما يخاف اللبس من حذف عجزه.

  وما سوى هذه المواضع الثلاثة ينسب فيه إلى الصدر.

  وشذ بناء "فعلل" من جزأي المضاف إليه، والمحفوظ من ذلك: "يتملي، وعبدري، ومرقسي، وعبقسي، وعبشمي"، وفي النسب إلى: "تيم اللات، وعبد الدار، وامرئ القيس بن حجر الكندي، وعبد القيس، وعبد شمس".


(١) شرح المرادي ٥/ ١٤١.

(٢) شرح ابن الناظم ص ٥٦٩.

(٣) شرح ابن الناظم ص ٥٦٩، وشرح المرادي ٥/ ١٤٢.

(٤) الكتاب ٣/ ٣٧٦.

٩٢٢ - البيت لذي الرمة في ديوانه ٢/ ١٣٩، وأساس البلاغة "وأب"، وتاج العروس ١/ ٤٣٢ "مرأ", ٤/ ٣٢٧ "وأب", وكتاب العين ٨/ ٤٢٠، ولسان العرب ١/ ١٥٧ "مرأ"، ١/ ٧٩١ "وأب".

(٥) الارتشاف ١/ ٢٨٧ وفي تاج العروس ١٦/ ٤٢٠: أن نسبة مرقسي هي لامرئ القيس بن حجر غلط والصواب: امرؤ القيس بن الحارث بن معاوية كما حققه بن الجواني في المقدمة.