شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 602 - الجزء 2

  والصحيح مذهب سيبويه، وبه ورد السماع، قالوا: في النسب إلى "غد: غدوي"، وحكي عن أبي الحسن أنه رجع في كتابه الأوسط إلى مذهب سيبويه⁣(⁣١).

  المسألة "الثانية" مما يجب رد لامه "أن تكون اللام قد ردت في تثنية كـ: أب، وأبوان، أو في جمع تصحيح" لمؤنث "كـ: سنة، وسنوات" في لغة⁣(⁣٢) غير أهل الحجاز، "أو سنهات" في لغة أهل الحجاز، "فتقول" في النسب إلى "أب، وسنة": "أبوي، وسنوي، أو سنهي"، برد اللام كما ردت في التثنية والجمع بالألف والتاء⁣(⁣٣). لأن النسب أقوى على الرد، لأنه أحمل للتغيير، فلذلك وجب فيه⁣(⁣٤) رد ما وجب رده في غيره، وجوز فيه رد ما لا يجوز رده في غيره إظهارًا لمزيته في الرد، "فتقول في" النسب إلى "ذو، وذات: ذووي" باتفاق سيبويه وأبي الحسن⁣(⁣٥)، لأن "ذو" عندهما "فعل" بالتحريك، ولامها ياء لأن "طويت" أكثر من قوة.

  وذهب الخليل إلى أنهما "فعل" بالسكون، نظرًا إلى أن الأصل السكون وإلى أن لامها واو، وأنه من باب قوة، وعلى القولين، ألفًا، وقلبت الألف واوًا في النسب و"ذات" هي "ذو" بزيادة التاء.

  وإنما قيل في النسب إليهما: "ذووي" "لأمرين: اعتلال العين ورد اللام في تثنية: ذات، نحو: {ذَوَاتَا أَفْنَانٍ}⁣[الرحمن: ٤٨] بالواو على الأصل وقالوا: "ذاتا" على اللفظ، وهو⁣(⁣٦) القياس. كقولهم: "ذاتا جمال"، لا غير، والألف الأولى من "ذاتا" غير⁣(⁣٧) منقلبة عن واو، والألف الثانية علامة رفع وتثنية، والتاء للتأنيث كما في "مسلمتان" وإنما صحت العين⁣(⁣٨) حال التكميل⁣(⁣٩)، وأعلت حال النقص، لئلا يجتمع إعلالان في حال التمام والسلامة من ذلك حالة النقص.


(١) شرح المرادي ٥/ ١٤٥.

(٢) في "ب": "غير لغة".

(٣) في "ب": "والهاء".

(٤) بعده في "ب": "ردها وجب".

(٥) الكتاب ٣/ ٣٦٦، ٣٦٧.

(٦) في "ط": "القولين" مكان "اللفظ، وهو".

(٧) في حاشية يس ٢/ ٣٣٣: "الذي في النسخ الصحيحة: "عين منقلبة عن واو" يعني أن الألف عين الكلمة وهي منقلبة عن واو".

(٨) في حاشية ٢/ ٣٣٣: "أي لم تقلب ألفًا كما قلبت في ذات".

(٩) في حاشية يس ٢/ ٣٣٣، "معنى قوله: حال التكميل حال رد ما حذف في الكلام منها".