شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 658 - الجزء 2

  إتباعًا لكسرة التاء قبلها، ولم يعتد باللام الساكنة، لأن الساكن غير حاجز حصين، كما أتبع من قرأ: "الْحَمْدُ لُلَّهِ" [الفاتحة: ٢] بضم اللام إتباعًا لضم الدال قبلها⁣(⁣١).

  "وقيل": لا إتباع⁣(⁣٢)، وإنما الكسر "على التداخل في حر في الكلمة إذ يقال: "حبك"⁣(⁣٣)، بضمتين، و"حبك"⁣(⁣٤) بكسرتين"، فركب هذا القارئ منهما هذه القراءة، فأخذ من لغة الكسرتين كسر الحاء، ومن لغة الضمتين ضم الباء.

  واعترض⁣(⁣٥) بأن التداخل إنما يكون بين حرفي كلمتين، لا بين حرفي كلمة واحدة، ووجهه الجاربردي⁣(⁣٦) بأنه لما تلفظ بالحاء المكسورة من⁣(⁣٧) اللغة الأولى غفل عنها، وتلفظ بالباء المضمومة من⁣(⁣٧) اللغة الثانية.

  وقال ابن جني⁣(⁣٨): أراد أن يقرأ بكسر الحاء والباء، فبعد نطقه بالحاء مكسورة مال إلى القراءة المشهورة. فنطق بالباء مضمومة، ورده ابن مالك في شرح الكافية⁣(⁣٩). والحبك: تكسر كل شيء، كالرمل والماء. إذا مرت بهما الريح.

  "وزعم قوم إهمال: فعل" بضم الفاء وكسر العين "أيضًا"، لما فيه من الانتقال من ضم إلى كسر، "وأجابوا عن دئل"، اسم دويبة، سميت به قبيلة من بني كنانة، "و: رئم" بضم الراء وكسر الهمزة، اسم جنس للإست، "بأنهما" من أصول الأسماء، وإنما هما "منقولان من الفعل" المبني للمعفول.

  واعترض بأن ذلك ممكن في "الدئل" لأنه علم قبيلة، لا في "الرئم" لأنه اسم جنس، والنقل لا يكون إلا في الأعلام دون أسماء الأجناس.

  وأجيب بأن السيرافي ذهب إلى أن النقل قد يجيء في أسماء الأجناس، فلا معنى للتوقف فيه.


(١) هي قراءة إبراهيم بن أبي عبلة، انظر معاني القرآن للفراء ١/ ٣، والكشاف ١/ ٨.

(٢) في "ب": "إشباع".

(٣) كما في الرسم المصحفي.

(٤) هي قراءة أبي عمرو وأبي مالك الغفاري والحسن، وانظر الإتحاف ص ٣٩٩، والمحتسب ٢/ ٢٨٦.

(٥) في "ب": "واعترف".

(٦) شرح الشافية ١/ ٣٥.

(٧) في "ب": "في".

(٨) المحتسب ٢/ ٢٨٦.

(٩) شرح الكافية الشافية ٤/ ٢٠٢١.