شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل في إبدال الميم

صفحة 742 - الجزء 2

فصل في إبدال الميم:

  "أبدلت وجوبًا من الواو في: فم، وأصله: فوه، بدليل" تكسيره على "أفواه"، والتكسير يرد الأشياء إلى أصولها، "فحذفوا الهاء" لخفائها "تخفيفًا، ثم أبدلوا الميم من الواو" لكونها من مخرجها، "فإن أضيف" إلى ظاهر، أو مضمر "رجع به إلى الأصل"، وهو الواو، "فقيل": "فو زيد، و"فوك"، لأن الإضافة ترد الأشياء إلى أصولها، "وربما بقي الإبدال" مع الإضافة إلى المظهر والمضمر. "نحو" قوله - : ""لخلوف فم الصائم" أطيب عن الله من ريح المسك"⁣(⁣١)، وقول رؤبة: [من الرجز]

  ٩٦٦ - يصبح ظمآن وفي البحر فمه

  وزعم الفارسي أن الميم لا تثبت إلا في الشعر، ويرده الحديث المتقدم.

  و" أبدلت الميم "من النون بشرطين: سكونها: ووقوعها قبل الباء" الموحدة "سواء كانتا في كلمة أو كلمتين".

  فالأول "نحو: {انْبَعَثَ " أَشْقَاهَا}⁣[الشمس: ١٢].

  "و" الثاني نحو: {مَنْ بَعَثَنَا" مِنْ مَرْقَدِنَا}⁣[يس: ٥٢] , وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٩٧٥ - وقبل با اقلب ميما النون إذا ... كان مسكنا ...................

  وإنما أبدلت الميم من النون قبل الباء، لأن النطق بالنون الساكنة قبل الباء عسر لاختلاف مخرجيهما مع منافرة لين النون وغنتها لشدة الباء، فإذا وقعت النون ساكنة قبل الباء قلبت ميمًا، لأنها من مخرج الباء، وكالنون في الغنة "و" أبدلت الميم من النون "شذوذًا في نحو قوله", وهو رؤبة: [من الرجز]


(١) أخرجه البخاري في كتاب الصوم برقم ١٧٩٥.

٩٦٦ - تقدم تخريج الرجز برقم ٢٤.