شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب الإدغام اللائق بالتصريف

صفحة 757 - الجزء 2

  واغتفر ذهاب المدة في هذا لقوة الإدغام فيه، وإن كانت مدة مبدلة من غيرها، دون لزوم, لم يجب الإدغام، بل يجوز إن لم يلبس نحو: "أَثَاثًا وَرِيًّا" [مريم: ٧٤] في وقف حمزة⁣(⁣١).

  ويمتنع إن ألبس نحو: "قوول" بالبناء للمفعول لأنه لو أدغم لالتبس بـ"قول"، وإن كانت المدة مبدلة من غيرها إبدالا لازمًا وجب الإدغام نحو: "أوب" أصله: "أؤوب"، بهمزتين مضمومة فساكنة، أبدلت الثانية واوًا وأدغمت في الواو الثانية.

  ويمتنع الإدغام إذا تحرك أو المثلين، وسكن ثانيهما نحو: "ظللت"، و"رسول الحسن"، لأن شرط الإدغام تحرك⁣(⁣٢) المدغم فيه.

  "ويجب إدغام أول المثلين المتحركين بأحد عشر شرطًا:

  أحدها: أن يكون في كلمة" واحدة، كانت اسمًا أو فعلا، فالأول كـ"ضب، وطب، وحب"، والثاني "كـ"شد، ومل، وحب"، أصلهن: "شدد" بالفتح، و"ملل" بالكسر، و"حبب" بالضم"، فسكن أول المثلين، وأدغم في الثاني، "فإن كانا" أي المثلان المتحركان "في كلمتين"، بأن كان أولهما في آخر كلمة، وثانيهما في أول كلمة أخرى "مثل: {جَعَل لَكَ}⁣[الفرقان: ١٠] كان الإدغام جائزًا لا واجبًا" بشرطين:

  أحدهما: ألا يكون همزتين نحو: "قرأ آية"، فإن الإدغام في الهمزتين رديء.

  الثاني: ألا يلي أولاها ساكنًا غير لين، نحو: {شَهْرُ رَمَضَانَ}⁣[البقرة: ١٨٥] , فهذا لا يجوز إدغامه عند جمهور البصريين⁣(⁣٣)، وقد روي عن أبي عمرو الإدغام في ذلك⁣(⁣٤)، وتأولوه على إخفاء الحركة، وأجاز الفراء إدغامه⁣(⁣٥).

  الشرط "الثاني" من الأحد عشر "ألا يتصدر أولهما" أي المثلين "كما في: ددن" بدالين مهملتين مفتوحتين، وهو اللهو واللعب، فإن مثل ذلك لا يجوز إدغامه، لأن الإدغام يستدعي سكون أول المثلين، والابتداء بالساكن متعذر.


(١) انظر القراءة في الإتحاف ص ٣٠٠، والنشر ١/ ٤٦١.

(٢) في "ب": "تحريك".

(٣) انظر الارتشاف ١/ ٣٣٣، والمبدع في التصريف ص ٢٧٩.

(٤) وكذلك قرأ الحسن. انظر الإتحاف ص ١٤٨، والبحر المحيط ٢/ ٣٨.

(٥) معاني القرآن ١/ ١١٢، وانظر شرح المفصل ١٠/ ١٢٣، والارتشاف ١/ ٣٢٣.