شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب الإدغام اللائق بالتصريف

صفحة 761 - الجزء 2

  إحداها: أولى التاءين" الفوقانيتين "الزائدتين في أول المضارع نحو: تتجلى، وتتذكر" مضارعي: "تجلى وتذكر"، "وذكر الناظم في شرح الكافية⁣(⁣١)، وتبعه ابنه" في شرح الخلاصة⁣(⁣٢)، "أنك" إذا أدغمت" التاء الأولى في الثانية "اجتلبت همزة الوصل" ليتوصل بها إلى النطق بالتاء المسكنة للإدغام، فقلت في "تتجلى: اتجلى"، انتهى⁣(⁣٣).

  "و" فيه نظر، فإنه "لم يخلق الله" أحدا من الفصحاء في ما نعلم، أدخل "همزة وصل في أول" الفعل "المضارع، وإنما إدغام هذا النوع في الوصل دون الابتداء"، قال الحوفي⁣(⁣٤): فإن وقف ابتدئ بالإظهار، ولا يجوز إدخال ألف الوصل عليه، لأن ألف الوصل لا تدخل على الفعل المضارع، وذكر الناظم في بعض كتبه هذه المسألة على الصواب فقال⁣(⁣١): يجوز إدغام تاء المضارعة في تاء أخرى بعد مدة أو حركة نحو: {وَلَا تَيَمَّمُوا}⁣[البقرة: ٢٦٧]، و {تَكَادُ تَمَيَّزُ}⁣[الملك: ٨]، انتهى. "وبذلك قرأ البزي في الوصل نحو: {وَلَا تَيَمَّمُوا}⁣(⁣٥)، و: {لَا تَبَرَّجْنَ}⁣(⁣٦) [الأحزاب: ٣٣]، و: {كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ}⁣(⁣٧) " [آل عمران: ١٤٣]، والأصل: "تتيمموا وتتبرجن، وتتمنون" بتاءين، أدغمت أولاهما في أخراهما.

  "فإن أردت التخفيف في الابتداء حذفت إحدى التاءين؛ وهي الثانية"؛ وفاقًا لسيبويه والبصريين⁣(⁣٨)، لأن الاستثقال بها حصل، "لا الأولى" لدلالتها على المضارعة "خلافًا لهشام" الضرير وأصحابه من الكوفيين⁣(⁣٨). وحجتهم أن الثانية في "تتفعل" لمعنى كالمطاوعة مثلا، وحذفها يخل بهذا المعنى، "وذلك جائز في الوصف أيضًا، قال الله تعالى: {نَارًا تَلَظَّى} " [الليل: ١٤]، الأصل: "تتلظى" فحذفت إحدى التاءين، ولو كان ماضيًا: "تلظت" لأن التأنيث واجب مع "المجازي إذا كان ضميرا متصلا "و: {لَقَدْ كُنْتُمْ تَمَنَّوْنَ} " [آل عمران: ١٤٣] الأصل: "تتمنون".


(١) شرح الكافية الشافية ٤/ ٢١٨٥.

(٢) شرح ابن الناظم ص ٦١٩.

(٣) سقط من "ب".

(٤) انظر الارتشاف ١/ ١٦٤، والممتع في التصريف ٢/ ٦٣٧.

(٥) كذلك قرأ ابن كثير وورش والنقاش وأبو ربيعة والقواس. انظر الإتحاف ١٦٤، والبحر المحيط ٢/ ٣١٧.

(٦) كذلك قرأ قنبل، انظر الإتحاف ص ٣٥٥، والنشر ٢/ ٢٢٢، ٢٢٤.

(٧) كذلك قرأ أبو بكر الزغيبي وأبو ربيعة وأبو الفرج النجاد وأبو الفتح بن يدهن، انظر الإتحاف ١٦٤.

(٨) انظر الإنصاف ٢/ ٦٤٨، المسألة رقم ٩٣.