شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 5

صفحة 222 - الجزء 1

  مجرى النصب، واحترز بقوله: "لمجرد مدح ...... إلخ"؛ من أن يكون النعت للإيضاح أو التخصيص، فإنه إذا قطع إلى الرفع جاز ذكر المبتدأ وحذفه، كإظهار الناصب وإضماره، "أو" أخبر عنه "بمصدر جيء به" أي: بالمصدر "بدلا"، أي: عوضا "من اللفظ بفعله" أي: بفعل المصدر، والمراد أنهم تلفظوا بالمصدر عوضا عن تلفظهم بالفعل، "نحو: سمع وطاعة⁣(⁣١)، وقوله: [من الطويل]

  ١٥٠ - فقالت حنان ما أتى بك ههنا" ... أذو نسب أم أنت بالحي عارف

  فـ"سمع" و"حنان" خبران لمبتدأين محذوفين وجوبا، "والتقدير: أمري حنان، وأمري سمع وطاعة"، وأصل هذه المصادر النصب بفعل محذوف وجوبا؛ لأنها من المصادر التي جيء بها بدلا من اللفظ بأفعالها⁣(⁣٢)، ولكنهم قصدوا الثبوت والدوام، فرفعوها وجعلوها أخبارا عن مبتدآت محذوفة وجوبا حملا للرفع على النصب، وفاعل "قالت" مستتر عائد على المرأة المعهودة، والمعنى: إني أحن عليك أي شيء جاء بك ههنا، ألك قرابة، أم معرفة بالحي، وإنما قالت له ذلك خوفا من إنكار أهل الحي فيقتلونه⁣(⁣٣)، "أو" أخبر عنه "بمخصوص بمعنى "نعم"" في إفادة المدح، "أو بئس" في إفادة الذم "مؤخر" المخصوص "عنهما"، أي: عن "نعم" و"بئس"، "نحو: نعم الرجل زيد، وبئس الرجل عمرو، إذا قدرا"، أي: زيد وعمرو "خبرين" لمبتدأين محذوفين وجوبا، كأن سامعا سمع: نعم الرجل، أو بئس الرجل، فسأل عن المخصوص بالمدح أو الذم من هو؟ فقيل له: هو زيد، وهو عمرو، أما إذا قدرا مبتدأين وخبرهما الجملة قبلهما، أو محذوف


(١) أي: أمري سمع وطاعة، انظر شرح ابن الناظم ص ٨٦.

١٥٠ - البيت لمنذر بن درهم الكلبي في خزانة الأدب ٢/ ١١٢، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٣٥، وبلا نسبة في الارتشاف ٢/ ٢٩، ٢٠٨، وأمالي الزجاج ص ١٣١، وأوضح المسالك ١/ ٢١٧، والدرر اللوامع ١/ ٤١٢، وشرح ابن الناظم ص ٨٦، وشرح الأشموني ١/ ١٠٦، وشرح التسهيل ١/ ٢٨٧، وشرح عمدة الحافظ ص ١٩٠، وشرح المفصل ١/ ١١٨، والصاحبي في فقه اللغة ص ٢٥٥، والكتاب ١/ ٣٢٠، ٣٤٩، واللسان ١٣/ ١٢٩ "حنن"، والمقاصد النحوية ١/ ٥٣٩، والمقتضب ٣/ ٢٢٥، وهمع الهوامع ١/ ١٨٩.

(٢) في شرح ابن الناظم ص ٨٦: "قال سيبويه: وسمعت ممن يوثق بعربيته يقال له: كيف أصبحت؟ فقال: حمد الله وثناء عليه. أي: حالي حمد الله". وانظر الكتاب ١/ ٣١٩, ٣٢٠، وشرح التسهيل ١/ ٢٨٨.

(٣) في "ب": "فيغتالوه".