شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 240 - الجزء 1

  فالمضارع؛ نحو: {وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا} "، [مريم: ٢٠] فـ"أك" مضارع "كان" وأصله: كون، حذفت الضمة للجازم، والواو لالتقاء الساكنين، والنون للتخفيف، واسمه مستتر فيه وجوبًا، و"بغيًا" خبره، وأصله: بغويا، اجتمع فيه الواو والياء، وسبقت إحداهما بالسكون، فقلبت الواو ياء، وأدغمت الياء في الياء، وقلبت الضمة كسرة.

  "والأمر نحو: {كُونُوا حِجَارَةً}⁣[الإسراء: ٥٠]، أصله قبل اتصال الواو: كون، فحذفت الواو لالتقاء الساكنين، فصار: كن، فلما اتصل به واو الجماعة حركت النون بالضم لمناسبة الواو, فرجعت الواو المحذوفة لزوال التقاء الساكنين والواو اسمه، و"حجارة" خبره، ومثله: {كُونُوا رَبَّانِيِّينَ}⁣[آل عمران: ٧٩] ولو مثل به لكان حسنًا.

  "والمصدر كقوله": [من الطويل]

  ١٦٤ - ببذل وحلم ساد في قومه الفتى ... "وكونك إياه عليك يسير"

  "كونك" مبتدأ، وهو مصدر مضاف إلى اسمه, وهو كاف المخاطب، و"إياه" خبره، من جهة نقصانه، والأصل: وكونك فاعله، فحذف المضاف، وانفصل الضمير، وفيه رد على أبي البقاء في زعمه: أن المنصوب بعد مصدر "كان" حالًا؛ لأن الضمير لا ينتصب على الحال، و"يسير" خبره من جهة ابتدائيته، و"البذل" بالذال المعجمة: العطاء "والباء" متعلقة بـ"ساد" و"عليك" متعلق بـ"يسير" مقدم من تأخير. "واسم الفاعل كقوله": [من الطويل]

  ١٦٥ - "ومات كل من يبدي البشاشة كائنا ... أخاك" إذا لم تلفه لك منجدا

  فـ "كائنا" خبر "ما" الحجازية، واسمه مستتر فيه جوازًا تقديره: هو، و"أخاك" خبره، و"البشاشة" بفتح الباء الموحدة وشينين معجمتين: طلاقه الوجه، "وتلفه" بالفاء بمعنى: تجده متعد لاثنين. وفي التنزيل: {أَلْفَوْا آبَاءَهُمْ ضَالِّينَ}⁣[الصافات: ٦٩]، و"منجدًا" بالجيم: مفعوله الثاني لا حال، خلافًا للعيني⁣(⁣١). واسم المفعول كقول سيبويه⁣(⁣٢) في الظرف:


١٦٤ - البيت بلا نسبة في ارتشاف الضرب ٢/ ٧٥، وأوضح المسالك ١/ ٢٣٩، وتخليص الشواهد ص ٢٣٣، والدرر ١/ ٢١٣، وشرح ابن الناظم ص ٩٥، وشرح الأشموني ١/ ١١٢، وشرح التسهيل ١/ ٣٣٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٢٧٠، والمقاصد النحوية ٢/ ١٥، وهمع الهوامع ١/ ١١٤.

١٦٥ - البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٣٩، وتخليص الشواهد ص ٢٣٤، والدرر ١/ ٢١٤، وشرح ابن الناظم ص ٩٥، وشرح الأشموني ١/ ١١٢، وشرح ابن عقيل ١/ ٢٧٠، والمقاصد النحوية ٢/ ١٧، وهمع الهوامع ١/ ١١٤.

(١) المقاصد النحوية ٢/ ١٨.

(٢) الكتاب ١/ ٤٦.