مدخل
  ثالثها: أنه لا فرق في الكلام بين الإخبار والإنشاء.
  رابعها: أن شرط حصول الفائدة مع الفعل والضمير الْمَنْوِيّ أن يكون الضمير واجب الاستتار، فقام على تقدير أن يكون فيه ضمير لا يسمى كلامًا على الأصح.
  خامسها: الرد على أبي حيان حيث قال: إن مقتضى تمثيله؛ يعني الناظم؛ باستقم أنه بسيط، لأن التركيب من عوارض الألفاظ ويستدعي تقدير وجود ولا وجود، وردُّ بأن المراد بالألفاظ ما يكون بالقوة أو بالفعل، والضمائر المستترة ألفاظ بالقوة، ألا ترى أنها مستحضرة عند النطق بما يلابسها من الأفعال استحضارًا لا خفه معه ولا لبس قاله الموضح في شرح اللمحة.
  "والكلم" الذي يتألف الكلام منه "اسم جنس"، لأنه يدل على الماهية من حيث هي هي، وليس بجمع، خلافًا لما وقع في شرح الشذور. لأنه يجوز تذكير ضميره، والجمع يغلب عليه التأنيث، ولا اسم جمع خلافًا لبعضهم، لأن له واحدًا من لفظه، والغالب على اسم الجمع خلاف ذلك (جمعي)، لدلالته على أكثر من اثنين، وليس بإفرادي لعدم صدقه على القليل والكثير، واستفيد كونه اسم جنس للأنواع الثلاثة من قول الناظم:
  ٨ - ................................. ... واسْمٌ وفعلٌ ثم حَرْفٌ الكَلِمْ
  وكونه جميعًا من قوله:
  ٩ - واحده كلمة ................. ... .........................................................
  وظاهر النظم أن الكلم مبتدأ، وما قبله خبر عنه، فتتوقف ماهية الكلم على الأنواع الثلاثة. ونحن نجد الكلم قد يوجد من نوعين منها؛ بل من نوع واحد فقط، فلا جُرْمَ عدلُ الموضّح عن ذلك، وجعل الأقسام الثلاثة خبرًا لمبتدأ محذوف، وجعل جملة قوله:
  ٩ - "واحده كلمة" ................... ... ............................................
  خبرًا ثانيًا عن الكلم. وقل: "واحده" بتذكير الضمير تبعًا للناظم، ولو قال "واحدها" تبعًا لابن مُعْطٍ لجاز، فإن أسم الجنس الجمعي يجوز فيه الوجهان. وقد ورد القرآن بهما قال الله تعالى: {كَأَنَّهُمْ أَعْجَازُ نَخْلٍ خَاوِيَةٍ (٧)}[الحاقة: ٧]، و: {نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ (٢٠)}[القمر: ٢٠] "وهي" أي الكلمة جنس تحته ثلاثة أنواع؛ "الاسم والفعل والحرّف". ونقل عن الفراء أنَّ "كلا" ليست واحدًا من هذه الثلاثة، بل هي بين الأسماء والأفعال(١).
(١) من تأمل كلام الفراء ظهر له أنه لم يحكم عليها بأنها غير الثلاثة، وإنما توقف فيها: هل هي اسم أو فعل؟ لتعارض الأدلة. والقول بألها أحدهما ليس حكمًا بأنها غيرهما. "حاشية يس ٢٥/ ١".