مدخل
  "فهو أعمّ من الكلام"؛ لانطلاقه على المفيد وغيره، "و" أعمّ "من الكلم"؛ لانطلاقه على المركب من كلمتين فأكثر، "و" من "الكلمة"؛ لانطلاقه على المفرد المركب "عمومًا مطلقًا"؛ لصدقه على الكلام والكلم والكلمة، وانفراده في مثل: "غلام زيد"، فإنه ليس كلامًا لعدم الفائدة، ولا كَلِمًا لعدم الثلاثة، ولا كلمةً لأنه ثنتان، "لا عمومًا من وجه" دون وجه، إذ لا يوجد شيء من الكلام والكلم والكلمة بدون القول، فكلما وجد واحد منهما وجد القول، ولا عكس، وفيه إيماء إلى أنْ "عَمّ" في قول الناظم: "والقولُ عَمّ" أفعل تفضيل، أصله "أعمُّ" حذفت الهمزة ضرورة كما حذفت تخفيفًا من خير وشرّ.
  ولي هنا تشكيك، وهو أنْ يقال: دلالة اللفظ على المعنى تنقسم إلى وضعية، كما في المفردات الحقيقية، وإلى عقلية في المركبات والمفردات المجازية، وإلى طبيعية كأخ، فإنه يدل على ألم الصدر دلالةٌ طبيعيةٌ، فإن أراد الأول، كما هو ظاهر قوله في شرح القطر(١)، والقول خاص بلموضوع، خرج عنه المركبات والمفردات المجازية. وإن أراد الثاني خرج عنه المفردات الحقيقية.
  وقد يقال: إن القول أعمُّ من الكلام والكلم والكلمة، وإن اراد مطلق الدلالة دخل نحو: أخ، واللفظ المصحف إذا فهم معنه، والمهمل كزيد، فإنه يدل على حياة الناطق به، وجميع ذلك لا يسمى كلمة، كما قاله المرادي في شرح التسهيل، فضلاً عن أن يسمى قولاً.
  ويطلق القول لغةً ويراد به الرأي والاعتقاد نحو: قال الشافعي يحلّ كذا، أي رأي ذلك واعتقده.
  ويطلق الكلام لغةً ويراد به المفرد نحو: زيد في نحو قولهم: من أنت؟ زيد عند سيبويه، قاله ابن الناظم في نكت الحاجبية، ونقله أيضًا عن أبي الحسين البصري الأصوليون.
  ويطلق الكلم لغةُ ويراد به الكلام، نحو: {الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}[فاطر: ١٠] "وتطلق الكلمة لغة ويراد بها الكلام"، مجازًا من تسمية الشيء باسم جزئه، "نحو" قوله تعالى: " {كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ" هُوَ قَائِلُهَا}[المؤمنون: ١٠٠] أي أنَّ مقالةً من قل: {رَبِّ ارْجِعُونِ ٩٩ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}[المؤمنون: ٩٩ - ١٠٠] كَلِمَةٌ، ونحو قوله
(١) شرح قطر الندى ص ٠١٣