شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب الفاعل

صفحة 416 - الجزء 1

  الأخفش وابن جني⁣(⁣١) " من البصريين "و" أبو عبد الله "الطوال"، بضم الطاء، وتخفيف الواو من الكوفيين "وابن مالك" في التسهيل⁣(⁣٢) في باب الضمير "احتجاجًا" في النثر بقولهم: ضربوني وضربت قومك، بإعمال الثاني، حكاه سيبويه⁣(⁣٣)، وأجازه البصريون، وضربته زيدًا، بإبدال "زيد" من الهاء بإجماع، حكاه ابن كيسان، وكلاهما فيه ما في: ضرب غلامه زيدًا من تقديم ضمير على مفسر مؤخر الرتبة وفي الشعر، "بنحو قوله" وهو النابغة أو أبو الأسود أو عبد الله بن همارق على اختلاف فيه: [من الطويل]

  ٣٤٩ - "جزى ربه عني عدي بن حاتم" ... جزاء الكلاب العاويات وقد فعل

  فـ"ربه" فاعل، وهو متصل بضمير عائد إلى "عدي" وهو مفعول، ورتبته التأخير، و"جزاء الكلاب" مفعول مطلق. واختلف في معنى "جزاء الكلاب" فقيل هو الضرب والرمي بالحجارة. وقال الأعلم ليس بشيء، وإنما هو دعاء عليه بالابنة إذ الكلاب تتعاوى عند طلب السفاد، وهذا من ألطف الهجو⁣(⁣٤). "والصحيح جوازه في الشعر فقط" للضرورة، وهو الإنصاف؛ لأن ذلك إنما ورد في الشعر، فلا يقاس عليه، وأما الإعمال، والبدل فمستثنيان لمجيئهما على خلاف الأصل، إذ الأصل والكثير الشائع تقدم مفسر ضمير الغائب باعتراف ابن مالك وغيره، فمتى جاء ما يخالفه فلا يعول عليه في قياس ما ليس من بابه عليه، كما استثنى بيع العرايا بخرصها تمرًا إلى الجذاذ مما خارج عن القواعد، وإلى ذلك أشار الناظم فقال:

  ٢٤١ - ................... ... وشذ نحو زان نوره الشجر

  "و" المسألة "الثانية" من مسألتي وجوب توسط المفعول بين الفعل وفاعله


(١) الخصائص ١/ ٢٩٣، ٢٩٤.

(٢) التسهيل ص ٢٨.

(٣) الكتاب ٢/ ٤٠.

٣٤٩ - البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص ١٩١، والخصائص ١/ ٢٩٤، وله أو لأبي الدؤلي في خزانة الأدب ١/ ٢٧٧، ٢٧٨، ٢٨١, ٢٨٧, والدرر ١/ ١١٤، وللنابغة أو لأبي الأسود أو لعبد الله بن همارق في المقاصد النحوية ٢/ ٤٨٧، ولأبي الأسود الدؤلي في ملحق ديوانه ص ٤٠١، وتخليص الشواهد ص ٤٩٠، وبلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٢٥، وشرح الأشموني ٢/ ٥٩، وشرح شذور الذهب ص ١٣٧، وشرح ابن عقيل ١/ ٤٩٦، ولسان العرب ١٥/ ١٠٨، "عوي" وهمع الهوامع ١/ ٦٦.

(٤) ورد قول الأعلم في شرح الشواهد للعيني ٢/ ٥٩.