شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 424 - الجزء 1

  ٥٥ - فإن لم تجد من دون عدنان والدًا ... ودون معد فلتزعك العواذل

  بنصب "دون" الثانية اتباعًا لمحل "دون" الأولى، فإن إعرابها النصب بـ"تجد"، ويظهر في الفصيح نصبه، فيقال: فإن لم تجد دون عدنان، "بخلاف" المجرور بحرف أصلي معد، "نحو: مررت بزيد الفاضل" بالنصب، اتباعًا لمحل المجرور المنصوب على المفعولية، أو: مر بزيد الفاضل، بالرفع، اتباعًا لمحل المجرور المرفوع على النيابة عن الفاعل "فلا يجوزان" خلافًا لابن جني⁣(⁣١)؛ "لأنه لا يجوز" في الفصيح حذف الجار وتعدية الفعل إليه بنفسه مع دون أنّ وأنْ وكي, إلا شذوذا, فلا تقل: "مررت بزيد" بالنصب على المفعولية "ولا: مر زيد" بالرفع على النيابة عن الفاعل، وإذا لم يكن فصيحًا فلا يجوز مراعاته، وأما قوله: [من الرجز]

  ٣٥٦ - يسلكن في نجد وغورًا غائرًا

  بالنصب فالفصيح أنه منصوب بفعل محذوف، أي: ويسلكن غورًا، لا بالعطف على محل "نجد" فسقط قولهم؛ لأنه لا يتبع على المحل بالرفع، وأما قولهم؛ ولأنه يتقدم نحو: {كَانَ عَنْهُ مَسْئُولا}⁣[الإسراء: ٣٦]، فـ"عنه" ليس هو النائب عن الفاعل، خلافًا لصاحب الكشاف⁣(⁣٢)، ولا ضمير المصدر كما قالوا "و" إنما "النائب في" هذه "الآية ضمير راجع إلى ما رجع إليه اسم "كان" وهو المكلف" المدلول عليه بالمعنى، والتقدير: مسئولا هو، أي: المكلف، وإنما لم يقدر ضمير "كان" راجعًا "لكل"، لئلا يخلو "مسئولا" عن ضمير، فيكون مسندًا إلى "عنه" وذلك لا يجوز كما تقدم، وأما قولهم ولأنه إذا تقدم لم


٣٥٥ - البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ص ٢٥٥، وأمالي المرتضى ١/ ١٧١، وخزانة الأدب ٢/ ٢٥٢، ٩/ ١١٣، وسر صناعة الإعراب ١/ ١٣١، وشرح أبيات سيبويه ١/ ٢٢، وشرح شواهد المغني ١/ ١٥١، ٢/ ٨٦٦، والكتاب ١/ ٦٨١، والمعاني الكبير ص ١٢١١، ورصف المباني ص ٨٢، والمحتسب ٢/ ٤٣، ومغني اللبيب ٢/ ٤٧٢.

(١) في المحتسب ٢/ ٤٣، بعد إنشاد البيت: "عطف "دون" الثانية على موضع "من دون" الاولى، ونظائره كثيرة جدا".

٣٥٦ - الرجز لرؤبة في ملحق ص ١٩٠، وأساس البلاغة "فسق" وللعجاج في ملحق ديوانه ٢/ ٢٨٨، والكتاب ١/ ٩٤، وبلا نسبة في لسان العرب ١٠/ ٣٠٨، "فسق" والخصائص ٢/ ٤٣٢، وشرح شذور الذهب ص ٣٣٢، والمحتسب ٢/ ٤٣.

(٢) في الكشاف ٢/ ٤٤٩: "و"عنه" في موضع الرفع بالفاعلية، أي: كل واحد منها كان مسئولا عنها، فمسئول: مسند إلى الجار والمجرور، كالمغضوب في قوله: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}.