شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 492 - الجزء 1

  نحو: "الخبز مأكول أكلا" وأمثله المبالغة نحو: "زيدًا ضراب ضربًا"، ولا يجوز: "زيد حسن وجهه حسنًا"، ولا "أقوم منك قياما"، وأما قوله: [من البسيط]

  ٣٩٠ - أما الملوك فأنت اليوم ألأمهم ... لؤما وأبيضهم سربال طباخ

  فـ"لؤما" منصوب محذوف، قاله صاحب البديع، وإلى ناصب المفعول المطلق أشار الناظم بقوله:

  ٢٨٧ - بمثله أو فعل أو وصف نصب ... ....................................

  وما ذكره من أن الفعل والوصف مشتقان من المصدر هو الصحيح من مذهب البصريين، وإليه يرشد قوله الناظم:

  ٢٨٧ - .................. ... وكونه أصلًا لهذين انتخب

  "وزعم بعض البصريين" كالفارسي، واختاره الشيخ عبد القاهر "أن الفعل أصل للوصف" فيكون فرع الفرع.

  "وزعم الكوفيون أن الفعل أصل لهما" أي: للمصدر والوصف.

  وزعم ابن طلحة أن الفعل والمصدر أصلان، وليس أحدهما مشتقا من الآخر⁣(⁣١).

  والصحيح الأول؛ لأن الفرع لا بد فيه من معنى الأصل وزيادة، والفعل يدل على الحدث والزمان، والصفة تدل على الحدث والموصوف ولا دلالة لهما على الزمان المعين⁣(⁣٢).


٣٩٠ - البيت لصدره روايات مختلفة، وهو لطرفة بن العبد في ديوانه ص ١٨، ولسان العرب ٧/ ١٢٤، "بيض"، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ١٣٩، وأمالي المرتضى ١/ ٩٢، والإنصاف ١/ ١٤٩، وخزانة الأدب ٨/ ٢٣٠، وشرح المفصل ٦/ ٩٣، واللسان ٧/ ١٢٣ "بيض"، ١٥/ ٩٦، "عمى"، والمقرب ١/ ٧٣، وأساس البلاغة "طبخ".

(١) ورد هذا الرأي والذي قبله دون نسبة إلى قائل في الارتشاف ٢/ ٢٠٢، وهمع الهوامع ١/ ١٨٦.

(٢) انظر الإنصاف ١/ ٢٣٥، المسألة رقم ٢٨.