فصل 1
  "أو" من "ضميره" أي: ضمير المصدر "نحو: عبد الله" بالنصب "أظنه جالسًا" فـ"عبد الله" مفعول أول لـ"أظن"، و"جالسًا" مفعوله الثاني، و"الها" في "أظنه" ضمير المصدر نائبة عنه في الانتصاب على المفعولية المطلقة. وهل هي نائبة عن مصدر مؤكد فيكون التقدير: أظن ظنا، أو عن نوعي، فيكون التقدير: أظن ظني، كما قدره الشارح(١) تبعًا للمفصل(٢)، فيه بحث.
  قال الموضح في الحواشي: والذي يظهر أن الضمير إنما يقوم مقام المؤكد خاصة، وذلك كقوله: [من م. الكامل]
  ٣٩١ - من كل ما نال الفتى ... قد نلته إلا التحيه
  وقوله: [من البسيط]
  ٣٩٢ - هذا سراقة للقرآن يدرسه ... والمرء عند الرشا إن يلقها ذيب
  أي: يدرس الدرس، وقد نلت النيل، ولو صرح بالظاهر لم يفد إلا التوكيد فكذلك ضميره.
  "و" أما "نحو" {فَإِنِّي أُعَذِّبُهُ عَذَابًا " لَا أُعَذِّبُهُ أَحَدًا "}[المائدة: ١١٥] فتقديره: لا أعذب هذا التعذيب الخاص، فالضمير هنا نائب عن المصدر النوعي فصار له حالتان.
  انتهى كلامه في الحواشي، ومن خطه نقلت.
  وينبغي أن يكون(٣) "أل" في "النيل" و"الدرس" للجنس لا للعهد، وإلا لكان نوعيّا أيضًا.
  "أو" من "إشارة إليه" أي: إلى المصدر؛ سواء أكان اسم الإشارة متبوعا بالمصدر أم لا. فالأول "كـ: ضربته ذلك الضرب" بالنصب، والثاني كـ"ضربته ذلك"،
(١) أي: ابن الناظم في شرح الألفية ص ١٩٢.
(٢) المفصل ص ٤٧.
٣٩١ - البيت لزهير بن جناب في إصلاح المنطق ص ٣١٦، والأغاني ١٨/ ٣٠٧, والشعر والشعراء ١/ ٣٨٦، ولسان العرب ١١/ ٤٦ "بجل" ١٤/ ٢١٦، "حيا" والمؤتلف والمختلف ص ١٣٠، وبلا نسبة في خزانة الأدب ٥/ ٢٩٩، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقي ص ١٠٠، ولسان العرب ١٤/ ٢١٧ "حيا".
٣٩٢ - البيت بلا نسبة في خزانة الأدب ٢/ ٣، ٥/ ٢٢٦, ٩/ ٤٨، ٦١، ٥٤٧، والدرر ٢/ ٧٨، ورصف المباني ص ٢٤٧، ٣١٥، وشرح شواهد المغني ص ٥٨٧ والكتاب ٣/ ٦٧، ولسان العرب ١٠/ ١٥٧، "سرق" والمقرب ١/ ١١٥، وهمع الهوامع ٢/ ٣٣.
(٣) في "ب"، "ط": "تكون".