شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 538 - الجزء 1

  الأول: "حرفان، وهما "إلا" عند الجميع" من النحويين، "وحاشا؛ عند سيبويه⁣(⁣١) " وأكثر البصريين⁣(⁣٢). وذهب الجرمي والمازني والمبرد⁣(⁣٣) والزجاج والأخفش وأبو زيد والفراء وأبو عمرو الشيباني إلى أنها تستعمل كثيرًا حرفًا جارا، وقليلًا فعلا متعديا جامدا لتضمنه معنى "إلا"⁣(⁣٤). وذهب جمهور الكوفيين⁣(⁣٥) إلى أنها فعل دائما "ويقال فيها: حاش" بحذف الألف الأخيرة "و: حشا" بحذف الألف الأولى، وإليهما أشار الناظم بقوله:

  ٣٣١ - ................... ... وقيل حاش وحشا فاحفظهما

  واعترض بأن "حاشا" الحرفية الاستثنائية لا يتصرف فيها بالحذف، وإنما ذلك في "حاشا" التنزيهية نحو: {حَاشَ لِلَّهِ}⁣[يوسف: ٣١] وهذه عند المبرد وابن جني والكوفيين فعل، قالوا⁣(⁣٦): لتصرفهم فيها بالحذف، ولإدخالهم إياها على الحرف، وهذان الدليلان ينفيان الحرفية. قاله في المغني⁣(⁣٧).

  "و" الثاني "فعلان وهما: ليس" عند الجمهور، وذهب الفارسي⁣(⁣٨) وتبعه أبو بكر بن شقير إلى حرفيتها مطلقًا⁣(⁣٩)، وذهب بعضهم⁣(⁣١٠) إلى أنها في باب الاستثناء تكون حرفا ناصبًا للمستثنى بمعنى "إلا" "و: لا يكون" واعترض بأن المركب من حرف وفعل لا يكون فعلا، ويجاب بأنهما لما ركبا غلب الفعل الحرف لشرف الفعل، فسمي الجميع فعلًا.

  "و" الثالث "مترددان بين الحرفية والفعلية" تستعملان تارة حرفين وتارة فعلين، "وهما "خلا" عند الجميع" من النحويين، "و "عدا" عند غير سيبويه"، فإنه لم يحفظ فيها إلا الفعلية⁣(⁣١١).


(١) الكتاب ٢/ ٣٠٩، ٣٤٩.

(٢) الارتشاف ٢/ ٣١٧، وهمع الهوامع ١/ ٢٣٢.

(٣) المقتضب ٤/ ٣٩١، ٤٢٦.

(٤) انظر شرح ابن عقيل ١/ ٣٢٣, ٣٢٤.

(٥) همع الهوامع ١/ ٢٣٢.

(٦) الإنصاف ١/ ٢٧٨، المسألة رقم ٣٧.

(٧) مغني اللبيب ص ١٦٤, ١٦٥.

(٨) شرح الأبيات المشكلة الإعراب ١/ ٩، والإيضاح العضدي ١/ ٢١٠.

(٩) انظر الجنى الداني ص ٤٩٤.

(١٠) منهم المرادي، انظر الجنى الداني ص ٤٩٥.

(١١) الكتاب ٢/ ٣٤٨, ٣٤٩.