شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 7

صفحة 568 - الجزء 1

  "والكلام في موضعها"؛ حال كونها "جارة وناصبة؛ وفي فاعلها كالكلام في أختيها" "عدا" و"خلا" وتقدم مشروحًا.

  "ولا يجوز دخول "ما" عليها" كما أفاده الناظم بقوله:

  ٣٣١ - ............ ولا تصحب ما ... ...................................

  "خلافًا لبعضهم"، واستدل له ابن مالك بقوله : "أسامة أحب الناس إلي ما حاشا فاطمة"⁣(⁣١) بناء على أن "ما حاشا فاطمة" من الحديث⁣(⁣٢)، وليس بمدرج، ورده في المغني⁣(⁣٣) بأن: "ما نافية لا مصدرية، والمعنى أنه لم يستثن فاطمة" وأن "ما حاشا فاطمة" مدرج من كلام الراوي، ويؤيده في معجم الطبراني⁣(⁣٤) "ما حاشا فاطمة ولا غيرها". وأما قول الأخطل: [من الوافر]

  ٤٣١ - رأيت الناس ما حاشا قريشا ... فإنا نحن أفضلهم فعالًا

  فنادر.

  قال الموضح في شرح اللمحة: ويحتمل أن يكون "حاشا" فيه فعلا متعديا متصرفا من حاشيته بمعنى استثنيته, واشتقاقه من الحاشية، كأن المراد أنك أخرجته منه، وعزلته عنه⁣(⁣٥). ا. هـ.

  "ولا" يجوز "دخول "إلا"" على "حاشا" "خلافًا للكسائي" في إجازته ذلك إذا جرت نحو: "قام القوم إلا حاشا زيد"، ومنعه إذا نصبت، وحكاه أيضًا أبو الحسن عن العرب، ومنعه البصريون مطلقًا، وحملوا ما ورد من ذلك على الشذوذ، قاله المرادي في شرح التسهيل، ووجه بعضهم قول الكسائي بأن "حاشا" ضعفت في الاستثناء فقويت بـ"إلا" كما قويت "لكن" العاطفة بـ"الواو" لوقوعها غير عاطفة، وكما قويت "هل" بـ"أم" في الاستفهام نحو: أم هل؟.


(١) أخرجه أحمد في المسند ٨/ ٨١, ٨٢ برقم ٥٧٠٧، وهو من شواهد شرح ابن الناظم ص ٢٢٥، وشرح ابن عقيل ١/ ٦٢٢.

(٢) شرح التسهيل ٢/ ٣٠٨.

(٣) مغني اللبيب ص ١٦٤.

(٤) في معجم الطبراني الكبير ١/ ١٥٩، حديث رقم ٣٧٢: "أسامة أحب الناس إلي".

٤٣١ - البيت للأخطل في خزانة الأدب ٣/ ٣٨٧، والدر ١/ ٥٠٢، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٦٨، والمقاصد النحوية ٣/ ١٣٦، وبلا نسبة في الجنى الداني ص ٥٦٥، وشرح الأشموني ١/ ٢٣٩، وشرح ابن عقيل ١/ ٣٢٤، وشرح المرادي ٢/ ١٢٨، ومغني اللبيب ١/ ١٢١، وهمع الهوامع ١/ ٢٣٣.

(٥) نقله الشنقيطي في الدرر ١/ ٥٠٢.