فصل 8
  رابطة؛ لأنها تدل على الجمع(١)، والغرض اجتماع جملة الحال مع عامل صاحبها.
  "وتجب الواو" في موضعين:
  أحدهما: أن يفقد الضمير نحو: "جاء زيد وما طلعت الشمس".
  والثاني: "قبل "قد"" حال كونها "داخلة على مضارع" مثبت "نحو: {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ" أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ}[الصف: ٥] فجملة "تعلمون" حال من الواو في تؤذونني، وهي حال مقررة(٢) للإنكار، فإن "قد" لتحقيق العلم، والعلم بنبوته يوجب تعظيمه، ويمنع من إيذائه قاله البيضاوي(٣).
  "وتمتنع" الواو "في سبع صور:
  إحداها: الواقعة بعد عاطف" حالًا على حال كما قاله(٤) المرادي(٥) "نحو: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} " [الأعراف: ٤] فجملة "هم قائلون" من القيلولة؛ حال معطوفة على "بياتًا" وهو مصدر في موضع الحال، والمعنى: جاءها عذابنا حال كونهم بائتين أو قائلين نصف النهار، ولا يقال: أو وهم قائلون، كراهة اجتماع حرفي عطف(٦).
  الصورة "الثانية": الحال "المؤكدة لمضمون الجملة" قبلها "نحو: هو الحق لا شك فيه، و: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}[البقرة: ٢] فكل من جملتي "لا شك فيه" و"لا ريب فيه" حال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها، وكما لا تدخل الواو في التوكيد في نحو: جاء زيد نفسه لا تدخل هنا؛ لأن المؤكد نفس المؤكد في المعنى، فلو دخلت الواو في التوكيد في صورة عطف الشيء على نفسه.
  الصورة "الثالثة: الماضي التالي "إلا"" الإيجابية "نحو: " {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ " إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "}[الحجر: ١١] فجملة "كانوا به يسهزئون" حال من الهاء والميم في "يأتيهم"، ولا تقترن بالواو عند ابن مالك(٧)، وصرح شارح اللب(٨) بجواز
(١) في "ط": "الجملة".
(٢) في "أ", "ب": "مقدرة".
(٣) أنوار التنزيل ٤/ ١٠٢.
(٤) في "ب", "ط": "قال".
(٥) انظر شرح المرادي ٢/ ١٦٧.
(٦) بعده في "ط": "صورة".
(٧) شرح التسهيل ٢/ ٣٦١.
(٨) العباب في شرح اللباب لعبد الله العجمي ٢/ ٨٤.