شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 8

صفحة 611 - الجزء 1

  رابطة؛ لأنها تدل على الجمع⁣(⁣١)، والغرض اجتماع جملة الحال مع عامل صاحبها.

  "وتجب الواو" في موضعين:

  أحدهما: أن يفقد الضمير نحو: "جاء زيد وما طلعت الشمس".

  والثاني: "قبل "قد"" حال كونها "داخلة على مضارع" مثبت "نحو: {لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَدْ تَعْلَمُونَ" أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ}⁣[الصف: ٥] فجملة "تعلمون" حال من الواو في تؤذونني، وهي حال مقررة⁣(⁣٢) للإنكار، فإن "قد" لتحقيق العلم، والعلم بنبوته يوجب تعظيمه، ويمنع من إيذائه قاله البيضاوي⁣(⁣٣).

  "وتمتنع" الواو "في سبع صور:

  إحداها: الواقعة بعد عاطف" حالًا على حال كما قاله⁣(⁣٤) المرادي⁣(⁣٥) "نحو: {فَجَاءَهَا بَأْسُنَا بَيَاتًا أَوْ هُمْ قَائِلُونَ} " [الأعراف: ٤] فجملة "هم قائلون" من القيلولة؛ حال معطوفة على "بياتًا" وهو مصدر في موضع الحال، والمعنى: جاءها عذابنا حال كونهم بائتين أو قائلين نصف النهار، ولا يقال: أو وهم قائلون، كراهة اجتماع حرفي عطف⁣(⁣٦).

  الصورة "الثانية": الحال "المؤكدة لمضمون الجملة" قبلها "نحو: هو الحق لا شك فيه، و: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ}⁣[البقرة: ٢] فكل من جملتي "لا شك فيه" و"لا ريب فيه" حال مؤكدة لمضمون الجملة قبلها، وكما لا تدخل الواو في التوكيد في نحو: جاء زيد نفسه لا تدخل هنا؛ لأن المؤكد نفس المؤكد في المعنى، فلو دخلت الواو في التوكيد في صورة عطف الشيء على نفسه.

  الصورة "الثالثة: الماضي التالي "إلا"" الإيجابية "نحو: " {وَمَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ " إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ "}⁣[الحجر: ١١] فجملة "كانوا به يسهزئون" حال من الهاء والميم في "يأتيهم"، ولا تقترن بالواو عند ابن مالك⁣(⁣٧)، وصرح شارح اللب⁣(⁣٨) بجواز


(١) في "ط": "الجملة".

(٢) في "أ", "ب": "مقدرة".

(٣) أنوار التنزيل ٤/ ١٠٢.

(٤) في "ب", "ط": "قال".

(٥) انظر شرح المرادي ٢/ ١٦٧.

(٦) بعده في "ط": "صورة".

(٧) شرح التسهيل ٢/ ٣٦١.

(٨) العباب في شرح اللباب لعبد الله العجمي ٢/ ٨٤.