شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 679 - الجزء 1

  أيضًا "محضة أي: خالصة من تقدير الانفصال"، إذ ليس قولنا: "غلام زيد مثلك" في تقدير "غلام لزيد مثل لك".

  "ونوع لا يفيد شيئًا من ذلك" التعريف أو التخصيص، "وضابطه أن يكون المضاف صفة تشبه المضارع في كونها مرادا بها الحال أو الاستقبال"، وإليه أشار الناظم بقوله:

  ٣٨٨ - وإن يشابه المضاف يفعل ... وصفا فعن تنكيره لا يعزل

  فخرج بالصفة المصدر المقدر بـ"أن" والفعل، فإن إضافته محضة خلافًا لابن طاهر وابن برهان وابن الطراوة⁣(⁣١) بدليل نعته بالمعرفة نحو قوله: [من الخفيف]

  ٥١٠ - إن وجدي بك الشديد أراني ... عاذرًا فيك من عهدت عذولًا

  فوصف وجدي؛ وهو مصدر مضاف إلى ياء المتكلم؛ بالتشديد، ومثله المصدر الواقع مفعولًا له نحو: "جئت إكرامك"، فإن إضافته محضة خلافًا للرياشي⁣(⁣٢)، وخرج بتشبيه المضارع إلى آخره اسم التفضيل نحو: "أفضل القوم" فإن إضافته محضة عند الأكثرين خلافًا لابن السراج⁣(⁣٣) والفارسي⁣(⁣٤) وأبي البقاء والكوفيين وجماعة من المتأخرين كالجزولي⁣(⁣٥) وابن أبي الربيع⁣(⁣٦) وابن عصفور ونسبه إلى سيبويه⁣(⁣٧) وقال: إنه الصحيح بدليل قولهم: "مررت برجل أفضل القوم"، ولو كانت إضافته محضة لزم وصف النكرة بالمعرفة، وإن المخالف خرج ذلك على البد، فيكون من بدل المعرفة من النكرة، قال: وذلك باطل؛ لأن البدل بالمشتق يقل. انتهى كلام ابن عصفور في شرح الجمل⁣(⁣٨)، وهذا الذي حكاه سيبويه واختاره إنما حكاه ابن مالك عن الفارسي، واختار خلافه، وزعم أن ذلك قول


(١) الارتشاف ٢/ ٥٠٥، وشرح المرادي ٢/ ٢٤٥.

٥١٠ - البيت بلا نسبة في الدرر ٢/ ١٣٨، ٣٠٣، وشرح الأشموني ٢/ ٣٠٦، وشرح قطر الندى ص ٢٦٤، والمقاصد النحوية ٣/ ٣٣٦، وهمع الهوامع ٢/ ٤٨، ٩٣.

(٢) النكت الحسان ص ١١٩.

(٣) الأصول ٢/ ٨، والارتشاف ٢/ ٥٠٥.

(٤) الإيضاح العضدي ١/ ٢٦٩، والارتشاف ٢/ ٥٠٥.

(٥) المقدمة الجزولية ص ١٣١.

(٦) البسيط ١/ ٣١٢.

(٧) الكتاب ١/ ٢٠٤.

(٨) شرح الجمل ٢/ ٧١.