شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 5

صفحة 703 - الجزء 1

"فصل":

  "وما كان" من أسماء الزمان "بمنزلة "إذ" أو "إذا" في كونه اسم زمان مبهم لما مضى" كما أن "إذ" كذلك، "أو لما يأتي" كما أن "إذا" كذلك، "فإنه بمنزلتهما فيما يضافان إليه"، فما كان بمنزلة "إذ" جاز أن يضاف للجملتين الاسمية والفعلية، وإليه أشار الناظم بقوله:

  ٤٠٠ - ... وما كإذ معنى كإذ ... أضف جوازًا .................

  "فلذلك تقول: جئتك⁣(⁣١) زمن الحجاج أمير" بالرفع على الابتداء والخبر، "أو: زمن كان الحجاج أميرا؛ لأنه" أي: لأن زمن "بمنزلة: إذ" في إفادة معنى المضي، والناصب له "جئت"؛ لأنه بمعنى الماضي، فلا يعمل فيه إلا ماض، "و" ما كان بمنزلة "إذا" جاز أن يضاف إلى الجملة⁣(⁣٢) الفعلية دون الاسمية، فلذلك تقول: "آتيك زمن يقدم الحاج⁣(⁣٣) "، فـ"زمن" مضاف إلى الجملة الفعلية، والناصب له "آتيك"؛ لأنه مستقبل ولا يعمل في المستقبل إلا مستقبل، "ويمتنع" آتيك "زمن الحاج⁣(⁣٤) قادم" على الابتدا والخبر، "لأنه" أي: لأن زمن "بمنزلة: إذا"، و"إذا" لا تضاف إلى الجملة الاسمية⁣(⁣٥)، فكذا⁣(⁣٦) ما كان معناها، "هذا قول سيبويه" في مشبه "إذ" و"إذا"⁣(⁣٧)، "ووافقه الناظم في مشبه: إذ" واقتصر عليه في النظم "دون مشبه: "إذا" محتجا بقوله تعالى: {يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ} " [الذاريات: ١٣] فأضيف "يوم"؛ وهو مشبه "إذا في


(١) في "ط": "جئت".

(٢) في "ط": "الجمل".

(٣) في "أ"، "ب"، "ط": "الحجاج".

(٤) في "ب": "الحجاج".

(٥) في "ط": "الجمل".

(٦) في "ب"، "ط" "فكذلك".

(٧) الكتاب ٣/ ١١٩.