شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 7

صفحة 711 - الجزء 1

  "وأما" "أي" "الاستفهامية والشرطية فيضافان إليهما" أي: إلى المعرفة والنكرة، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٤٠٧ - وإن تكن شرطًا أو استفهامًا ... فمطلقا كمل بها الكلاما

  لأن معنى الاستفهام والشرط يؤدي بالمعرفة والنكرة، ولهما أربعة أمثلة، مثال الاستفهامية المضافة إلى معرفة: "نحو: {أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا} " [النمل: ٣٨] "و" مثال الشرطية المضافة إلى المعرفة: " {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ " فَلَا عُدْوَانَ عَلَيَّ}⁣[القصص: ٢٨]، "و" مثال الاستفهامية المضافة إلى نكرة: " {فَبِأَيِّ حَدِيثٍ} " [الأعراف: ١٨٥]، "و" مثال الشرطية المضافة إلى نكرة "قولك: أي رجل جاءك فأكرمه".

  والحاصل أن أقسام "أي" خمسة، وهي: ضربان: ما لا يجوز قطعه عن الإضافة في اللفظ، وهو اثنان المنعوت بها، والواقعة حالًا، وما يجوز، وهو ثلاثة الموصولة والاستفهامية والشرطية، فالأولى⁣(⁣١) نحو: "اضرب أيا أفضل"، والثانية نحو⁣(⁣٢): قلت: ثم أي؟ والثالثة نحو⁣(⁣٣): {أَيًّا مَا تَدْعُوا}⁣[الإسراء: ١١٠].

  "ومنها: لَدُن" وهي "بمعنى: عند"، فتكون اسمًا لمكان الحضور، وزمانه كما أن "عند" كذلك، وإليها أشار الناظم بقوله:

  ٤٠٨ - وألزموا إضافة لدن فجر ... ...............................

  "إلا أنها" أي: "لدن" "تختص" عن "عند" "بستة أمور:

  أحدها: أنها ملازمة لمبدأ الغايات" الزمانية والمكانية؛ جمع غاية وهي المسافة؛ و"عند" غير ملازمة لمبدأ الغايات، "فمن ثم" أي: من أجل أن "لدن" وعند يكونان لمبدأ الغايات وإن اختلفا في اللزوم وعدمه "يتعاقبان" أي: يتداولان؛ على شيء واحد "في نحو: جئت من عنده ومن لدنه، و" قد اجتمعا "في التنزيل"، قال الله تعالى في حق الخضر: " {آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} " [الكهف: ٦٥]، فلو جيء بـ"عند" فيهما أو بـ"لدن" لصح ذلك، ولكن ترك دفعًا لتكرار اللفظ "بخلاف نحو: "جلست عنده" فلا يجوز فيه "جلست لدنه" لعدم معنى الابتداء هنا"؛ لأن حرف الابتداء وهو "من" غير موجود هنا.


(١) سقطت من "ب".

(٢) سقط من "ب": "والثانية نحو".

(٣) سقط من "ب": "أي: والثالثة نحو".