شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 9

صفحة 734 - الجزء 1

  فـ"سواك" مبتدأ، و"مانع" خبره، وهو اسم فاعل مضاف إلى مفعوله الأول وهو "المحتاج"، و"فضله" مفعوله الثاني، وفصل به⁣(⁣١) بين المضاف والمضاف إليه، والأصل: وسواك⁣(⁣١) مانع المحتاج فضله.

  "أو ظرفه" عطف على مفعوله الأول أي والفاصل إما مفعوله الأول كما تقدم أو ظرفه؛ وذلك صادق بالجار والمجرور "كقوله : "هل أنتم تاركو لي صاحبي"⁣(⁣٢) فـ"تاركو" جمع تارك اسم فاعل ترك مضاف إلى مفعوله وهو "صاحبي" بدليل حذف النون، و"لي" جار ومجرور ظرف "تاركو"، وفصل به بين المضاف والمضاف إليه، والأصل: هل أنتم تاركو صحابي لي، "وقول الشاعر": [من الطويل]

  ٥٦٥ - فرشني بخير لا أكونن ومدحتي ... "كناحت يومًا صخرة بعسيل"

  فـ"ناحت" اسم فاعل مضاف، و"صخرة"، مضاف إليه من إضافة الوصف إلى مفعوله، و"يومًا" ظرف "ناحت" بمعنى أنه متعلق به، وفصل به بين المضاف والمضاف إليه و"رشني": أمر من رشت السهم إذا ألزقت عليه الريش، والمعنى: أصلح حالي بخير، و"مدحتي" مفعول معه، و"بعسيل" متعلق بـ"ناحت"، وهو؛ بفتح العين والسين المهملتين؛ مكنسة العطار التي يجمع بها العطر، وهو⁣(⁣٣) كناية عن كون سعيه مما لا فائدة فيه مع حصول التعب والكد.

  المسألة "الثالثة": أن يكون المضاف لا يشبه الفعل، و"أن يكون الفاصل قسمًا كقولهم: هذا غلام؛ والله, زيد⁣(⁣٤) " بحر "زيد" بإضافة الغلام إليه، وفصل بينهما بالقسم، حكاه الكسائي، وحكى ابن الأنباري "هذا غلام؛ إن شاء الله؛ ابن⁣(⁣٥) أخيك" بجر "ابن" بإضافة الغلام إليه، والفصل بينهما بالشرط، وهو "إن شاء الله" وزاد ابن مالك الفصل بـ"إما"⁣(⁣٦) كقول تأبط شرا: [من الطويل]


(١) سقطت من "ب".

(٢) أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة برقم ٣٤٦١.

٥٦٥ - البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٣/ ١٨٤، وتاج العروس "عسل"، والدرر ٢/ ١٦٠، وشرح الأشموني ٢/ ٣٢٨، وشرح التسهيل ٣/ ٢٧٣، وشرح عمدة الحافظ ص ٣٢٨، ولسان العرب ١١/ ٤٤٧، "عسل" والمقاصد النحوية ٣/ ٤٨١، وهمع الهوامع ٢/ ٥٢.

(٣) في "ط": "هي".

(٤) شرح ابن الناظم ص ٢٩١، والإنصاف ٢/ ٤٣٥، المسألة رقم ٦٠، والارتشاف ٢/ ٥٣٥.

(٥) سقطت من "ط".

(٦) شرح الكافية الشافية ٢/ ٩٤٤.