باب مصادر غير الثلاثي
  "وقياس: فاعَلَ" بفتح العين، "كـ: ضَارَبَ وخاصَمَ وقاتَلَ: الفِعَال" بكسر الفاء، "والمفاعلة" نحو: الضراب والمضاربة، والخصام والمخاصمة، والقتال والمقاتلة، ولا فرق بين أن يكون فاعل للمشاركة، كما تقدم، أو لا، نحو: نادى نداء ومناداة، وإلى ذلك الإشارة بقول الناظم:
  ٤٥٤ - لِفَاعَلَ الفَعَال والمفَاعَلَه ... ..........................
  واللازم عند سيبويه "المفاعلة"(١) لأنهم قد يتركون "الفِعَال" ولا يتركون "المفاعلة" قالوا: جالس مجالسة، ولم يقولوا: جِلاسًا.
  وأصل "الفِعَال" هنا "الفِيْعَال" وقد نطقوا بذلك فقالوا: ضارب ضيرابًا وقاتل قيتالا. "ويمتنع "الفعال" فيما فاؤه ياء نحو: ياسَرَ ويامَنَ"، فلا يقال: ياسره يِسَارًا، ولا يامنه يِمَانًا، لاستثقال الكسرة على الياء حتى قال بعضهم: إنه لم يوجد منه إلا اليِسَار(٢) لغة في اليَسَار، وإلا اليِعَار(٣): جمع يَعْرٍ، وهو الجدي، وإنما يقال: مياسرة وميامنة، "وشذ: ياومه يِوَامًا". حكاه ابن سيده، وحكى: مياومة على القياس(٤)، "وما خرج عما ذكرناه فشاذ"، وإليه الإشارة بقول الناظم:
  ٤٥٤ - .......................... ... وغير ما مر السماع عادله
  "كقولهم: كذب كِذابًا"، بالتشديد والتخفيف(٥) فيهما، والقياس: تكذيبًا، "وقوله": [من الرجز]
  ٥٩٩ - وهي تنزي دلوها تنزيا ... كما تنزي شهلة صبيا
  والقياس: تنزيه، ولكنه حمله على ما هو بمعناه، أي: تحرك دلوها تحريكًا. والشهلة، بفتح المعجمة: العجوز، شبه يديها إذا أخذت الدلو بهما لتخرجه من البئر بيدي امرأة ترقص صبيًّا، وخص الشهلة بالذكر لأنها أضعف من الشابة.
(١) الكتاب ٤/ ٨٠.
(٢) في "ط": "الييسار".
(٣) في "ط": "الييعار".
(٤) لم أجد قول ابن سيده في كتبه، غير أن ابن الناظم ذكره في شرحه ص ٣١٢.
(٥) سقطت من "ط".
٥٥٩ - الرجز بلا نسبة في الأشباه والنظائر ١/ ٢٨٨، وأوضح المسالك ٣/ ٢٤٠، والخصائص ٢/ ٣٠٢، وشرح ابن الناظم ص ٣١٢، وشرح الكافية الشافية ٤/ ٢٢٣٨، وشرح المفصل ٦/ ٥٨، والمقاصد النحوية ٣/ ٥٧١، والمنصف ٢/ ١٩٥، وديوان الأدب ٢/ ٣٨٠.