شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 58 - الجزء 2

  "إحداهما: ما أفعله، نحو: ما أحسن زيدًا"، وإليها أشار الناظم بقوله:

  ٤٧٤ - بأفعل انطق بعد ما تعجبا ... ...............................

  والكلام فيها في شيئين، في "ما"⁣(⁣١) و"أفْعَلَ"، "فأما: ما" التعجبية "فأجمعوا على اسميتها، لأن في "أحسن" ضميرًا يعود عليها" اتفاقًا، والضمير لا يعود إلا على الأسماء، و"أجمعوا" أيضًا "على أنها مبتدأ لأنها مجردة" عن العوامل اللفظية "للإسناد إليها"، وأما ما روي عن الكسائي أنها لا موضع لها من الإعراب، فشاذ لا يقدح في الإجماع. "ثم" بعد الاتفاق على أنها سم مبتدأ، اختلفوا في معناها، "قال سيبويه" وجمهور البصريين: "هي نكرة تامة بمعنى شيء، وابتدئ بها لتضمنها معنى التعجب⁣(⁣٢) "، كما قالوا في قول⁣(⁣١) الشاعر: [من الكامل]

  ٦٠٥ - عجب لتلك قضية وإقامتي ... فيكم على تلك القضية أعجب

  "وما بعدها" من الجملة الفعلية "خبر، فموضعه رفع⁣(⁣٣).

  وقال الأخفش⁣(⁣٤): هي" أي: ما "معرفة ناقصة" أي موصولة "بمعنى "الذي" وما بعدها" من الجملة الفعلية "صلة" لها فلا موضوع له" من الإعراب. "أو نكرة ناقصة"؛ أي نكرة موصوفة بمعنى "شيء" "وما بعدها" من الجملة الفعلية "صفة" لها، "فمحله رفع" تبعًا لمحل "ما".

  "وعليهما" أي على قول الأخفش من التعريف والتنكير الناقصين؛ "فالخبر" أي خبر المبتدأ الذي هو "ما" التعجبية "محذوف وجوبًا، أي": الذي، أو شيء أحسن زيدًا "شيء عظيم"، ورد بأنه يستلزم مخالفة النظائر من وجهين:

  أحدهما: تقديم الإفهام بالصلة أو الصفة وتأخير الإبهام بالتزام حذف الخبر، والمعتاد فيما تضمن من الكلام إفهامًا وإبهامًا تقدم الإبهام⁣(⁣٥).


(١) سقطت من "ب".

(٢) انظر الكتاب ١/ ٣٢٨ - ٣٢٩، وشرح ابن الناظم ص ٣٢٦، وشرح قطر الندى ص ٣٢١.

٦٠٥ - البيت لضمرة بن جابر في الدرر ١/ ٤١٦، ولهني بن أحمر في الكتاب ١/ ٣١٩، ولسان العرب ٦/ ٦١ "حيس"، ولهمام بن مرة في الحماسة الشجرية ١/ ٢٥٦، ولرؤبة في شرح المفصل ١/ ١٤، وبلا نسبة في سمط اللآلي ص ٢٨٨، وشرح الأشموني ١/ ٩٧، وشرح قطر الندى ص ٣٢١، وهمع الهوامع ١/ ١٩١.

(٣) انظر شرح المفصل ٧/ ٤٩، والكتاب ١/ ٧٢.

(٤) انظر المفصل ٧/ ١٤٩، والارتشاف ٣/ ٣٣.

(٥) في "أ": "ما تقدم"؛ بزيادة "ما".