شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 65 - الجزء 2

  "يزيد أحسن"، بتقديم معمول "أحسن" عليه، "وإن قيل: إن "بزيد" مفعول" به، كما يقول به الفراء وأصحابه، لعدم التصرف، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٤٨٣ - وفعل هذا الباب لن يقدما ... معموله ......................

  "وكذلك لا تقول: ما أحسن؛ يا عبد الله؛ زيدًا". بالفصل بالمنادى بين "أحسن" ومعموله، بلا خلاف، كما يؤخذ من كلام الشارح⁣(⁣١)، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٤٨٣ - .................................... ... .............. ووصله بما الزما

  وفي الكلام الفصيح ما يدل على جوازه، كقول على ¥ لما رأى عمار بن ياسر مقتولا: "أعزز علي؛ أبا اليقظان؛ أن أراك صريعًا مجدلا" أي مرميا على الجدالة، بفتح الجيم، وهي الأرض. قال ابن مالك⁣(⁣٢): وهذا مصحح للفصل بالمنادى.

  "ولا" تقول "أحسن؛ لولا بخله؛ بزيد"، بالفصل بـ"لولا" الامتناعية ومصحوبها، وأجاز ذلك ابن كيسان⁣(⁣٣)، قال المرادي⁣(⁣٤): ولا حجة له على ذلك.

  وأجاز الجرمي الفصل بالمصدر نحو: ما أحسن؛ إحسانًا؛ زيدًا، ومنعه الجمهور لمنعهم أن يكون له مصدر، وأجاز الجرمي وهشام الفصل بالحال نحو: ما أحسن؛ راكبًا؛ زيدًا، وأحسن؛ راكبًا؛ بزيد⁣(⁣٥).

  "واختلفوا في الفصل بظرف أو مجرور" حال كونهما "متعلقين بالفعل" الدال على التعجب، "والصحيح الجواز" للتوسع فيهما، وإليه أشار الناظم بقوله:

  ٤٨٤ - وفصله بظرف أو بحرف جر ... مستعمل والخلف في ذاك استقر

  فذهب الأخفش والمبرد وأكثر البصريين إلى المنع⁣(⁣٦)، وذهب الفراء والجرمي


(١) في شرح ابن الناظم ص ٣٣١: "لا خلاف في امتناع تقديم معمول فعل التعجب عليه، ولا في امتناع الفصل بينه وبين المتعجب منه بغير الظرف، والجار والمجرور، كالحال والمنادى".

(٢) شرح التسهيل ٣/ ٤١.

(٣) الارتشاف ٣/ ٤١.

(٤) شرح المرادي ٣/ ٧٢.

(٥) انظر الارتشاف ٣/ ٣٧، وشرح ابن الناظم ص ٣٣٢.

(٦) شرح ابن الناظم ص ٣٣٢، وشرح المفصل ٧/ ١٥٠.