شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

مدخل

صفحة 77 - الجزء 2

  والكسائي، وأما عند جمهور الكوفيين القائلين باسمتيهما فقال [ابن العلج]⁣(⁣١) في البسيط: ينبغي أن يكون المرفوع بعدهما تابعًا عندهم لـ: نعم، إما بدلا أو عطف بيان، ونعم اسم يراد به الممدوح، فكأنك قلت: الممدوح الرجل زيد، [هذا على الطريق الأولى أما على الثانية فواضح]⁣(⁣١).

  "معرفين بـ"أل" الجنسية" على أحد القولين، أو العهدية على القول الآخر، ثم اختلف القائلون بالجنسية على قولين:

  أحدهما: أنها للجنس حقيقة، فالجنس كله ممدوح أو مذموم، والمخصوص مندرج تحته، لأنه فرد من أفراده، ثم نص عليه الخاص بعد العام الشامل له ولغيره، ونسب إلى سيبويه⁣(⁣٢)، ورد بأدائه إلى التكاذب في نحو قولك: نعم الرجل زيد وبئس الرجل عمرو.

  والثاني أنها للجنس مجازًا لأنك لم تقصد إلا مدح معين، ولكنك جعلته جميع الجنس مبالغة.

  واختلف القائلون بالعهد على قولين أيضًا:

  أحدهما: أنها لمعهود ذهني, فهي مشار بها إلى ما في الأذهان من حقيقة رجل، كما تقول: اشتر اللحم، ولا تريد الجنس ولا معهودًا تقدم.

  والثاني: أنها للعهد في الشخص الممدوح، كأنك قلت: زيد نعم هو: قاله ابن ملكون والجواليقي، ومثالهما⁣(⁣٣) نحو: {نِعْمَ الْعَبْدُ}⁣[ص: ٤٤] "و: {بِئْسَ الشَّرَابُ}⁣[الكهف: ٣٠]. "أو" معرفين "بالإضافة إلى ما قارنها" أي "أل" "نحو: {وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ}⁣[النحل: ٣٠] "و: {فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ}⁣[النحل: ٢٩].

  "أو" معرفين بالإضافة "إلى مضاف لما قارنها، كقوله" وهو أبو طالب عم النبي - : [من الطويل]

  ٦١٣ - فنعم ابن أخت القوم غير مكذب ... زهير حسام مفرد من حمائل


(١) إضافة من "ب".

(٢) شرح التسهيل ٣/ ١٢١.

(٣) سقطت من "ب".

٦١٣ - البيت لأبي طالب في خزانة الأدب ٢/ ٧٢، والدرر ٢/ ٢٦٩، والمقاصد النحوية ٤/ ٥، وبلا نسبة في الارتشاف ٣/ ١٦، وأوضح المسالك ٣/ ٢٧٢، وشرح ابن الناظم ص ٣٥، وشرح الأشموني ٢/ ٣٧١، وشرح التسهيل ٣/ ٩، وشرح الكافية الشافية ٢/ ١١٠٥، وهمع الهوامع ٢/ ٨٥.