شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب أفعل التفضيل

صفحة 97 - الجزء 2

  واعترضه ابن مالك بأنها لا تقع بعدها "إلى" واختار أنها للمجاوزة، فإن معنى "زيدُ أفضلُ من عَمْرو" جاوز زيدٌ عمرًا في الفضل⁣(⁣١).

  واعترضه في المغني⁣(⁣٢) بأنها لو كانت للمجاوزة لصح في موضعها "عن" ودُفع بأن صحة وقوع المُرادف موقع مرادفه إنما هو إذا لم منع مانع من ذلك⁣(⁣٣)، وههنا منع مانع وهو الاستعمال، فإن اسم التفضيل لا يصاحب من حروف الجر إلا "مِنْ" خاصة.

  "وقد تحذف "مِنْ"⁣(⁣٤) مع مجرورها" للعلم بها "نحو: {وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} " [الأعلى: ١٧] أي: من الحياة الدنيا. "وقد جاء الإثبات والحذف في: {أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالًا وَأَعَزُّ نَفَرًا}⁣[الكهف: ٣٤] أي: منك"، وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٤٩٨ - وأفعل التفضيل صله أبدا ... تقديرا او لفظا بمن إن جردا

  "وأكثر⁣(⁣٥) ما تحذف "من"" مع المفضول "إذا كان "أفعَلُ"⁣(⁣٦) خبرا" في الحال، أو في الأصل، فيشمل خبر المبتدأ وخبر "كان" و"إن" وثاني مفعولي "ظن" وثالث مفاعيل "أَعْلَمَ" نحو: زيد أفضل، وكان زيد أفضل، وإن زيدا أفضل، وظننت زيدا أفضل، وأعلمت زيدا عمرا⁣(⁣٧) أفضل. "ويقل" الحذف "إذا كان" أفعل "حالا، كقوله": [من الطويل].

  ٦٢٨ - دنوت وقد خلناك كالبدر أجملا ... فظل فؤادي في هواك مضللا

  فـ "أجمل" حال من تاء المخاطبة في "دنوت"، و"كالبدر" مفعول ثان لـ: خلناك، "أي: "دنوت أجمل من البدر" وقد خلناك مثله". قاله ابن مالك⁣(⁣٨) في شرح التسهيل⁣(⁣٩).


(١) شرح التسهيل: ٥/ ١٣٥ - ١٣٦.

(٢) مغني اللبيب: ١/ ٣٢١.

(٣) في "ب"، "ط": "إذا لم يمنع من ذلك مانع".

(٤) سقطت من "ب".

(٥) في "ط": "وكثر".

(٦) في "ب": "الفعل".

(٧) سقطت من "ب".

٦٢٨ - البيت بلا نسبة في الارتشاف ٣/ ٢٢٩، وأوضح المسالك: ٣/ ٢٩٠، ٣٨٩، وشرح الأشموني: ١/ ٣٨٥، وشرح التفصيل: ٣/ ٥٧، وشرح ابن عقيل: ٢/ ١٧٧، والمقاصد النحوية: ٤/ ٥٠.

(٨) في "ب": "قال".

(٩) شرح التسهيل: ٣/ ٥٧.