شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 2

صفحة 117 - الجزء 2

  فظاهره أن جملة الاستفهام وهي: هل رأيت الذئب قط⁣(⁣١): نعت لـ: مذق، فوجب تأويلها على أن الصفة قول محذوف، وجملة الاستفهام معمول الصفة، "أي: جاءوا بلبن مخلوط بالماء مقول عند⁣(⁣٢) رؤيته": هل رأيت الذئب⁣(⁣٣) قط؟

  وقال ابن عمرون: "الأصل: بمذق مثل لون الذئب، هل رأيت الذين⁣(⁣٤) يقولون: مررت برجل مثل كذا، هل رأيت كذا⁣(⁣٥). وفي الحديث: "كلاليب مثل شوك السعدان، هل رأيتم شوك السعدان؟ " قالوا: نعم يا رسول الله. قال: "فإنهما مثل شوك السعدان"⁣(⁣٦). ثم حذف "مثل لون الذئب" وبقي: هل رأيت الذئب؟ فتأولوه بمقول عند رؤيته "هذا الكلام"، فـ: "مقول" هو الصفة وجملة الاستفهام معمول لها". انتهى.

  والمذق، بفتح الميم وسكون الذال المعجمة: مصدر قولك: مذقت اللبن، إذا مزجته بالماء، والمراد به هنا الممذوق مبالغة، والمعنى: جاءوا بلبن سمار فيها لون الورقة⁣(⁣٧) التي هي لون الذئب. والسمار: اللبن الرقيق، والورقة: بياض يضرب إلى سواد.

  "الرابع": مما ينعت به "المصدر" سماعًا بشروط: أحدها: أن لا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع. الثاني: أن يكون مصدر ثلاثي أو بزنة مصدر⁣(⁣٨) ثلاثي. الثالث: أن لا يكون ميميًّا. وإلى ذلك أشار الناظم بقوله:

  ٥١٣ - ونعتوا بمصدر كثيرا ... فالتزموا الإفراد والتذكيرا

  "قالوا: هذا رجل عدل" بفتح العين⁣(⁣٩) "ورضا" بكسر الراء "وزور" بفتح الزاي "وفطر" بكسر الفاء.

  والثلاثة الأولى⁣(⁣١٠) مصادر حقيقة، والرابع اسم مصدر، فإن فعله أفطر، "و" هو كثير، ومع كثرته يقتصر فيه على السماع.


(١) سقطت من "ب": "الذئب قط"، وسقط من "ط": "قط".

(٢) في "ب": "عندهم".

(٣) في "ب": "الظبي".

(٤) في "ب": "الذئب".

(٥) سقط من "ب": "هل رأيت كذا".

(٦) أخرجه البخاري في صفة الصلاة برقم ٧٧٣، وأخرجه مسلم في المساجد برقم ٦٧٥.

(٧) في "ب": "الزرقة".

(٨) سقطت من "ب".

(٩) في "ب": "الميم".

(١٠) في "ب", "ط": "الأول".