شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

باب العطف

صفحة 148 - الجزء 2

  فـ: عمر: عطف بيان على "أبو حفص" للإيضاح، وتقدم في باب "العلم" شرح هذا البيت، وسبب إنشاده، وقصة قائله مع سيدنا عمر بن الخطاب ¥(⁣١).

  "والثاني": وهو تخصيص النكرة، نفاه جمهور البصريين و"أثبته الكوفيون وجماعة" من البصريين منهم: الفارسي وابن جني، وجماعة من المتأخرين منهم: الزمخشري⁣(⁣٢) وابن عصفور وابن مالك⁣(⁣٣) وولده⁣(⁣٤)، وأشار إليه في النظم بقوله:

  ٥٣٧ - فقد يكونان منكرين ... كما يكونان معرفين

  "وجوزوا أن يكون منه" أي من عطف البيان للنكرة: " {أَوْ كَفَّارَةٌ طَعَامُ مَسَاكِينَ} " [المائدة: ٩٥] "فيمن نون: كفارة⁣(⁣٥) " فـ: طعام مساكين، عطف بيان على "كفارة"⁣(⁣٦). "ونحو: {مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ} " [إبراهيم: ١٦] فـ"صديد" عطف بيان على "ماء". "والباقون" من البصريين وغيرهم "يوجبون في ذلك البدلية" بدل كل من كل، "ويخصون عطف البيان بالمعارف"، محتجين بأن البيان بيان كاسمه، والنكرة مجهولة، والمجهول لا يبين المجهول. ودفع بأن بعض النكرات قد يكون أخص من بعض، والأخص يبين غير الأخص.

  "و" عطف البيان كالنعت "يوافق متبوعه في أربعة من عشرة: أوجه الإعراب الثلاثة" وهي: الرفع والنصب والجر، و"الإفراد والتذكير والتنكير وفروعهن". ففرع الإفراد التثنية والجمع، وفرع التذكير التأنيث، وفرع التنكير التعريف، تقول: جاءني محمد أبو سهل، فـ"أبو سهل" مرفوع، والرفع واحد من ثلاثة وهي: الرفع والنصب والجر. ومفرد، والإفراد واحد من ثلاثة أيضًا وهي: الإفراد والتثنية والجمع، ومذكر، والتذكير واحد من اثنين هما: التذكير، والتأنيث. ومعرف، والتعريف⁣(⁣٧)


(١) تقدم الخبر مع البيت رقم ٨٢.

(٢) المفصل ص ١٢٢.

(٣) شرح التسهيل ٣/ ٣٢٦.

(٤) شرح ابن الناظم ص ٣٦٦.

(٥) هي قراءة الجمهور، وقرأها ابن عامر ونافع وأبو جعفر "كفارة". انظر الإتحاف ص ٢٠٣، والكشاف ١/ ٣٦٥، والنشر ٢/ ٢٥٥.

(٦) في شرح ابن الناظم ص ٣٦٧: "وأجاز أبو علي في التذكرة في "طعام" العطف والبدل".

(٧) في "أ"، "ط": "ومنكر التنكير" مكان "ومعرف التعريف"، وأشار إلى ذلك الشيخ ياسين في حاشيته ٢/ ١٣١.