فصل 1
  وجعل منه ابن مالك: {ثُمَّ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ}[الأنعام: ١٥٤] الآية. قال في المغني(١): والظاهر أن "ثم" فيه واقعة موقع الفاء. "وقد توضع" ثم "موضع الفاء كقوله" وهو أبو دؤاد(٢) جارية(٣) بن الحجاج: [من المتقارب]
  ٦٦٧ - كهز الرديني تحت العجاج ... جرى في الأنابيب ثم اضطرب
  إذ الهز متى جرى في أنابيب الرمح يعقبه الاضطراب ولم يتراخ عنه. قاله في المغني(٤). واعترضه قريبه فقال: والظاهر أنه ليس كذلك بل الاضطراب والجري في زمن واحد. وجوابه أن الترتيب يحصل في لحظات لطيفة.
  و"الرديني": صفة للرمح(٥)، يقال: رمح رديني وقناة ردينية. قال الجوهري(٦): زعموا أنه منسوب إلى امرأة تسمى ردينة. كانت تقوم القناة بخط هجر. و"العجاج" بفتح العين: الغبار، والأنابيب: جمع أنبوبة، وهي ما بين كل عقدتين من القصب.
  "وأما "حتى" فالعطف بها قليل" عند البصريين، "والكوفيون ينكرونه" بالكلية، ويحملون نحو: جاء القوم حتى أبوك، ورأيت القوم حختى أباك، ومررت بالقوم حتى أبيك، على أن "حتى" فيه ابتدائية، وأن ما بعدها على إضمار عامل. "و" العطف بـ"حتى" "شرطه أربعة أمور:
  أحدها: كون المعطوف اسما" لا فعلا، لأنها منقولة من "حتى" الجارة. وهي لا تدخل على الأفعال؛ فلا يجوز على العطف: أكرمت زيدًا بكل ما أقدر عليه حتى أقمت نفسي خادمًا له، وبخل علي زيد بكل شيء حتى منعني دانقًا، وأجازه ابن السيد(٧).
  "والثاني: كونه ظاهرًا" لا مضمرًا، كما كان ذلك شرط مجرورها، "فلا يحوز: قام الناس حتى أنا"، ولا: ضربت القوم حتى إياك، وهذا الشرط "ذكره" ابن هشام "الخضراوي"، قال في المغني(٨): ولم أقف عليه لغيره.
(١) مغني اللبيب ١/ ١١٨ - ١١٩.
(٢) في "ب", "ط": "أبو داود".
(٣) في جميع النسخ: "حارثة", والتصويب من الدرر ٢/ ٤٢٤، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٥٨.
٦٦٧ - تقدم تخريجه البيت برقم ٦٦٥.
(٤) مغني اللبيب ١/ ١١٨ - ١١٩.
(٥) في "ب": "الرمح".
(٦) الصحاح "ردن".
(٧) الحلل ص ١٩٧.
(٨) مغني اللبيب ١/ ١٢٧.