شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 174 - الجزء 2

  "وللإضراب" كـ"بل" مطلقًا "عند الكوفيين وأبي علي" الفارسي وابن برهان، نحو: أنا أخرج، ثم تقول: أو أقيم، أضربت عن الخروج ثم أثبت الإقامة، فكأنك قلت: لا، بل أقيم. "حكى الفراء: اذهب إلى زيد أو دع ذلك فلا تبرح اليوم". نقله عنه في شرح الكافية⁣(⁣١). ونقل ابن عصفور عن سيبويه أنه أثبت "لا" والإضراب بشرطين: تقدم نفي أو نهي، وتكرير العامل، نحو: لست زيدًا أو لست عمرًا، ولا تضرب زيدًا أو لا تضرب عمرًا.

  "و" تكون "أو" "بمعنى الواو عند الكوفيين" والأخفش والجرمي⁣(⁣٢)، "وذلك عند أمن اللبس، كقوله"، وهو حميد ين ثور الهلالي: [من الكامل]

  ٦٧٤ - قوم إذا سمعوا الصريخ رأيتهم ... ما بين ملجم مهره أو سافع

  أي: وسافع، لأن البينية من المعاني النسبية التي لا يعطف فيها إلا بالواو كما تقدم.

  ويحتمل أن تكون "أو" لأحد الأمرين على بابها، والمراد: بين فريق ملجم أو فريق سافع، على حد: اجلس بين العلماء أو الزهاد، والصريخ: صوت المستصرخ، والملجم: هو جاعل اللجام في محله من الفرس، والسافع، بالسين المهملة: هو الآخذ بناصية فرسه، ومنه: {لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ}⁣[العلق: ١٥] وإلى معاني "أو" أشار الناظم بقوله:

  ٥٥١ - خير أبح قسم بأو وأبهم ... واشك وإضراب بها أيضًا نمي

  ٥٥٢ - وربما عاقبت الواو إذا ... لم يلف ذو النطق للبس منفذا

  "وزعم كثير من النحويين⁣(⁣٣) أن "إما" الثانية في الطلب والخبر"، فالأول "نحو: تزوج إما هندا وإما⁣(⁣٤) أختها، و" الثاني نحو: "جاءني إما زيد وإما عمرو, بمنزلة "أو" في العطف والمعنى"، فتكون بعد الطلب للتمييز والإباحة، وبعد الخبر للشك


(١) شرح الكافية الشافية ٣/ ١٢٢١.

(٢) في الارتشاف ٢/ ٦٤١: "الأخفش والجرمي وجماعة من الكوفيين والأزهري".

٦٧٤ - البيت لعمرو بن معدي كرب في ديوانه ص ٢٠٦، ولحميد بن ثور في ديوانه ص ١١١، وشرح شواهد المغني ١/ ٢٠٠، والمقاصد النحوية ٤/ ١٤٦، وبلا نسبة في الأشباه والنظائر ٨/ ٢١٨، وأوضح المسالك ٣/ ٣٧٩، وشرح ابن الناظم ص ٣٨٠، وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٤، وشرح التسهيل ٣/ ٣٦٤، وشرح الكافية الشافية ٣/ ١٢٢٢، ومغني اللبيب ١/ ٦٣، وأساس البلاغة "سفع"، "صرخ".

(٣) في "ب": "وزعم أكثر الكوفيين".

(٤) في "ب": "أو إما".