شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

فصل 1

صفحة 178 - الجزء 2

  فالقائم عمرو دون زيد، والمأمور بضربه عمرو دون زيد. وتزاد "لا" قبل "بل"⁣(⁣١) لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب، ولتوكيد تقرير ما قبلها بعد النفي، فالأول كقوله: [من الخفيف]

  ٦٧٧ - وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ... يقض للشمس كسفة أو أفول

  والثاني كقوله: [من البسيط]

  ٦٧٨ - وما هجرتك لا بل زادني شغفا ... هجر وبعد تراخي لا إلى أجل

  "وأما "لا" فيعطف بها بشروط ثلاثة: إفراد معطوفها، وأن تسبق بإيجاب أو أمر اتفاقًا"، فالأول "كـ: هذا زيد لا عمرو، و" الثاني نحو: "اضرب زيدًا لا عمرًا". زاد سيبويه⁣(⁣٢): "أو نداء، خلافا لابن سعدان" بفتح السين، في منعه ذلك، وزعمه أنه ليس من كلام العرب، "نحو: يابن أخي لا ابن عمي، وأن لا يصدق أحد متعاطفيها على الآخر. نص عليه السهيلي" في "نتائج الفكر" فقال⁣(⁣٣): وشرط "لا" أن يكون الكلام الذي قبلها يتضمن بمفهوم الخطاب نفي ما بعدها. ونص عليه ايضًا الأبدي في "شرح الجزولية" وزاد: فيكون الأول لا يتناول الثاني. وتبعهما أبو حيان⁣(⁣٤). قال الموضح: "وهو حق، فلا يجوز: جاءني رجل لا زيد"، لأن الرجل يصدق على زيد، "ويجوز⁣(⁣٥): جاءني رجل لا امرأة" إذ لا يصدق أحدهما على الآخر. قال البدر الدماميني: ما ذكره السهيلي والأبدي مبني على صحة مفهوم اللقب، وقد تقرر في الأصول أنه غير معتبر على الصحيح، مع أن بعض المتأخرين استشكل منع مثل: قام [رجل لا زيد، فإنه مثل]⁣(⁣٦): قام رجل وزيد، في صحة التركيب، فإن امتنع: قام رجل وزيد،


(١) سقطت من "ب".

٦٧٧ - البيت بلا نسبة في الدرر ٢/ ٤٥٠، وشرح التسهيل ٣/ ٣٧٠، ومغني اللبيب ٢/ ١١٣، وهمع الهوامع ٢/ ١ ١٣٦، والمقتضب ٤/ ٢٩٨.

٦٧٨ - البيت بلا نسبة في الدرر ٢/ ٤٥٢، وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤٨، ومغني اللبيب ١/ ١١٣، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٦.

(٢) الكتاب ٢/ ١٨٦.

(٣) نتائج الفكر ص ٢٠٢ - ٢٠٣.

(٤) الارتشاف ٢/ ٦٤٥.

(٥) في "ب": "ونحو".

(٦) ما بين المعكوفين ورد مكانه في "ب": "قام زيد لا عمرو، فإنه في مثل".