فصل 1
  فالقائم عمرو دون زيد، والمأمور بضربه عمرو دون زيد. وتزاد "لا" قبل "بل"(١) لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب، ولتوكيد تقرير ما قبلها بعد النفي، فالأول كقوله: [من الخفيف]
  ٦٧٧ - وجهك البدر لا بل الشمس لو لم ... يقض للشمس كسفة أو أفول
  والثاني كقوله: [من البسيط]
  ٦٧٨ - وما هجرتك لا بل زادني شغفا ... هجر وبعد تراخي لا إلى أجل
  "وأما "لا" فيعطف بها بشروط ثلاثة: إفراد معطوفها، وأن تسبق بإيجاب أو أمر اتفاقًا"، فالأول "كـ: هذا زيد لا عمرو، و" الثاني نحو: "اضرب زيدًا لا عمرًا". زاد سيبويه(٢): "أو نداء، خلافا لابن سعدان" بفتح السين، في منعه ذلك، وزعمه أنه ليس من كلام العرب، "نحو: يابن أخي لا ابن عمي، وأن لا يصدق أحد متعاطفيها على الآخر. نص عليه السهيلي" في "نتائج الفكر" فقال(٣): وشرط "لا" أن يكون الكلام الذي قبلها يتضمن بمفهوم الخطاب نفي ما بعدها. ونص عليه ايضًا الأبدي في "شرح الجزولية" وزاد: فيكون الأول لا يتناول الثاني. وتبعهما أبو حيان(٤). قال الموضح: "وهو حق، فلا يجوز: جاءني رجل لا زيد"، لأن الرجل يصدق على زيد، "ويجوز(٥): جاءني رجل لا امرأة" إذ لا يصدق أحدهما على الآخر. قال البدر الدماميني: ما ذكره السهيلي والأبدي مبني على صحة مفهوم اللقب، وقد تقرر في الأصول أنه غير معتبر على الصحيح، مع أن بعض المتأخرين استشكل منع مثل: قام [رجل لا زيد، فإنه مثل](٦): قام رجل وزيد، في صحة التركيب، فإن امتنع: قام رجل وزيد،
(١) سقطت من "ب".
٦٧٧ - البيت بلا نسبة في الدرر ٢/ ٤٥٠، وشرح التسهيل ٣/ ٣٧٠، ومغني اللبيب ٢/ ١١٣، وهمع الهوامع ٢/ ١ ١٣٦، والمقتضب ٤/ ٢٩٨.
٦٧٨ - البيت بلا نسبة في الدرر ٢/ ٤٥٢، وشرح الأشموني ٢/ ٤٢٩، وشرح شواهد المغني ١/ ٣٤٨، ومغني اللبيب ١/ ١١٣، وهمع الهوامع ٢/ ١٢٦.
(٢) الكتاب ٢/ ١٨٦.
(٣) نتائج الفكر ص ٢٠٢ - ٢٠٣.
(٤) الارتشاف ٢/ ٦٤٥.
(٥) في "ب": "ونحو".
(٦) ما بين المعكوفين ورد مكانه في "ب": "قام زيد لا عمرو، فإنه في مثل".