شرح التصريح على التوضيح،

خالد الأزهري (المتوفى: 905 هـ)

الفصل الثاني في أقسام المنادي بفتح الدال

صفحة 213 - الجزء 2

  واحترز بقوله: "المحكي" من لغة من أعربه إعراب المتضايفين، فإنه ينصب الأول ويجر الثاني بالإضافة، ويصير من قسم المضاف.

  وفي الرضي⁣(⁣١) في باب العلم: "إذا نقلت الكلمة المبنية وجعلتها علمًا لغير ذلك اللفظ فالواجب الإعراب". ا. هـ. فعلى هذا تقول في كيف وهؤلاء وكم ومنذ أعلامًا: يا كيف ويا هؤلاء ويا كم ويا منذ، بضمة ظاهرة متجددة للنداء، وإلى هذا القسم أشار الناظم بقوله:

  ٥٧٧ - وابن المعرف المنادى المفردا ... .....................................

  البيتين⁣(⁣٢) ...

  "و" القسم "الثاني" من أقسام المنادى؛ "ما يجب نصبه وهو ثلاثة أنواع":

  أحدها: "النكرة غير المقصودة"، جامدة كانت أو مشتقة في نثر أو شعر، "كقول الواعظ: يا غافلا والموت يطلبه، وقول الأعمى: يا رجلا خذ بيدي، وقول الشاعر"، وهو عبد يغوث بن وقاص الحارثي: [من الطويل]

  ٦٩٦ - أيا راكبًا إما عرضت فبلغن ... نداماي من نجران أن لا تلاقيا

  لأن الواعظ والأعمى والشاعر لم يقصدوا واحدًا⁣(⁣٣) بعينه، "و" إنما كرر الشواهد ردًّا لما نقل "عن المازني أنه أحال وجود هذا القسم" مدعيًا أن نداء غير المعين لا يمكن، وأن التنوين في ذلك شاذ أو ضرورة، وعرضت: أي أتيت العروض، وهو مكة والمدينة وما حولهما، ونجران: بلد باليمن.


(١) شرح الكافية للرضي ٣/ ٢٦٨.

(٢) البيتان هما:

وابن المعرف المنادى المفردا ... على الذي في رفه قد عهدا

وانو انضمام ما بنوا قبل الندا ... وليجر مجرى ذي بناء جددا

٦٩٦ - البيت لعبد يغوث بن وقاص في الأشباه والنظائر ٦/ ٢٤٣، وخزانة الأدب ٢/ ١٩٤، ١٩٥، ١٩٧، وشرح اختيارات المفضل ص ٧٦٧، وشرح المفصل ١/ ١٢٨، والعقد الفريد ٥/ ٢٢٩، والكتاب ٢/ ٢٠٠، والمقاصد النحوية ٤/ ٢٠٦, وبلا نسبة في خزانة الأدب ١/ ٤١٣، ٩/ ٢٢٣، ورصف المباني ص ١٣٧، وشرح الناظم ص ٤٠٣، وشرح الأشموني ٢/ ٤٤٥، وشرح ابن عقيل ٢/ ٢٦٠، وشرح التسهيل ٣/ ٣٩٧، وشرح شذور الذهب ص ١١١، وشرح الكافية الشافية ١/ ١٣٥، وشرح المرادي ٣/ ٢٨٠، والمقتضب ٤/ ٢٠٤.

(٣) في "ط": "أحدًا".