الفصل الرابع في المنادي المضاف للياء الدالة على المتكلم
  فصل:
  "وإذا كان المنادى مضافًا إلى مضاف إلى الياء" نحو: يا غلام غلامي "فالياء ثابتة لا غير"، ولا يجوز حذفها لبعدها عن المنادى. وهي إما ساكنة أو مفتوحة "كقولك: يابن أخي ويابن خالي"، ويا بنت أخي ويا بنت خالي، "إلا إذا كان" المنادى "ابن عم أو ابن أم"، أو ابنة عم أو ابنة أم، "فالأكثر" حذف الياء و"الاجتزاء بالكسرة عن الياء" كقولك، يابن عم ويابن أم، بكسر الميم فيهما.
  ثم قال الزجاجي(١): لا تركيب، بل إضافتان، وقال في الارتشاف(٢) نقلا عن أصحابه، إنهم حكموا للاسمين بحكم اسم واحد، وإنهم حذفوا الياء حذفها من خمسة عشر، إذا أضافوها للياء، فليس إضافة واحدة. ا. هـ.
  "أو أن يفتحا"، ثم قيل: "للتركيب المزجي" كقولك: يابن عم ويابن أم، بفتح الميم فيهما. وقيل: الأصل عما وأما، بقلب الياء ألفًا، فحذفت الألف وبقيت الفتحة دليلا عليها. والأول: قل: هو مذهب سيبويه والبصريين(٣)، والثاني قول الكسائي والفراء(٤) وأبي عبيدة، وحكي عن الأخفش، "وقد قرئ في السبع: {قَالَ ابْنَ أُمَّ}[الأعراف: ١٥٠] بالوجهين"، الكسر والفتح،(٥) وإليهما أشار الناظم بقوله:
  ٥٩٣ - وفتح أو كسر وحذف اليا استمر ... في يابن أم يابن عم لا مفر
  "و" العرب "لا يكادون يثبتون الياء ولا الألف" فيهما "إلا في الضرورة(٦)، كقوله"
(١) انظر الجمل ص ١٦٢.
(٢) انظر الارتشاف ٣/ ١٣٧.
(٣) الكتاب ٢/ ٢١٤.
(٤) معاني القرآن للفراء ١/ ٣٩٤.
(٥) الرسم المصحفي: {أُمَّ}؛ بالفتح، وقرأها بالكسر: ابن عامر وحمزة والكسائي وخلف وبكر. انظر الإتحاف ص ٢٣١، ومعاني القرآن للفراء ١/ ٣٩٤، والنشر ٢/ ٢٧٢، وأمالي ابن الشجري ٢/ ٧٥.
(٦) كذا قال ابن الناظم في شرحه ص ٤١٢ - ٤١٣، والزجاج في معاني القرآن وإعرابه ٢/ ٣٧٩، ويرى المبرد في الاقتضاب أن إثبات الياء أجود، أما ابن عقيل فقال في شرحه ٢/ ٢٧٦: "لا يجوز إثبات الياء ... لأن التاء عوض من الياء، فلا يجمع بين العوض والمعوض عنه".