[النبي الأمي]
[النبي الأمي]
  وقد كان النبي ÷ وهو أكمل البشر لا يكتب ولا يقرأ الكتب(١)، ولم يكن ذلك نقصاً من كماله ÷؛ لأنه كان مستغنياً عن الكتابة والقراءة فعلوم الإسلام والقرآن وما أطلعه الله تعالى عليه من علم الغيب وغيره كل ذلك مكتوب في صدره ومحفوظ في فؤاده، وقد كان في أصحابه ÷ من الكتَّاب ما يكفي لكتابة رسائله إلى الآفاق، وقد تلقَّى الصحابة القرآن والسنة والشرائع والأحكام وما يتبع ذلك من العلوم من فم النبي ÷، وحفظوه في صدورهم وإن كانوا درجات متفاوتات في العلم، وبعضهم أعلم من بعض، وبعضهم أكثر قرآناً من بعض.
(١) في كتاب محاضرات رمضانية: الذي يظهر والله أعلم أن النبي ÷ كان لا يقرأ ولا يكتب طول حياته وذلك لعدة أمور:
١ - قوله تعالى: {وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَٰبٖ وَلَا تَخُطُّهُۥ بِيَمِينِكَۖ إِذٗا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ ٤٨}[العنكبوت].
٢ - المعروف أنه كان للنبي ÷ كتاب يكتبون له مذكورون في كتب السير معروفون بأسمائهم ولم يرو أنه كتب بيده مرة واحدة، مع حرص الرواة على نقل أفعاله ÷ وحركاته وسكناته.
٣ - أن الأمية (عدم القراءة والكتابة) من أمارات نبوته وصفاته المذكورة في الكتب السابقة: «مصاحفهم في صدورهم» ... إلخ المبحث.