لمحات من السيرة النبوية الشريفة،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[كتاب النبي ÷]

صفحة 120 - الجزء 1

[كُتَّاب النبي ÷]

  كان للنبي ÷ كُتَّاب يكتبون له الرسائل لأنه ÷ لم يكن يكتب، وكاتبه الرئيسي هو علي بن أبي طالب، فقد كان يكتب العهود والرسائل والوحي؛ لأنه لم يكن يفارق النبي ÷ إلا إذا بعثه النبي ÷ لمهمّة، وقد اتخذ النبي ÷ خاتماً يختم به الكتب والرسائل مكتوب فيه: (محمد رسول الله)، ولم يتخذ النبي ÷ الخاتم إلا حين كتب إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام، ولم يكن له خاتم من قبل ذلك، وله ÷ كتَّاب آخرون منهم: عثمان بن عفان، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبي بن كعب، وعبد الله بن عبد الله بن أبي، وقد كتب للنبي ÷ غيرهم، وقد ذكر بعضهم أن كتاب النبي ÷ كانوا أكثر من تسعة وثلاثون كاتباً منهم: أبو بكر وعمر ... وإلخ.

[علم الكتابة]

  كان علم الكتابة في قريش وفي قبائل العرب قليلاً لذلك يقال لهم الأميون ومن ذلك قوله تعالى: {لَيۡسَ عَلَيۡنَا فِي ٱلۡأُمِّيِّـۧنَ سَبِيلٞ}⁣[آل عمران: ٧٥]، وروي عن النبي ÷ أنه قال: «نحن أمة أُمِّيَّة لا نقرأ ولا نحسب ... الخ»، وكانوا لذلك يعتمدون في حفظ العلوم على الحفظ في الصدور، فكانت صدورهم هي صحائف العلوم ولهذا السبب أنزل الله تعالى القرآن مفرقاً في عشرين سنة: {لِنُثَبِّتَ بِهِۦ فُؤَادَكَۖ}⁣[الفرقان: ٣٢]، أي: ليحفظه النبي ÷ والمسلمون، ولو أنزله الله تعالى دفعة واحدة لتعسّر على النبي ÷ وعلى المسلمين حفظه.

  ولم تكن العرب تعتمد على الكتابة ولا تلتفت إليها؛ لاستغنائها عنها بالحفظ؛ لذلك لم تكن الكتابة عندهم شرطاً في كمال الرجل، ولا يُعَدُّ عدم الكتابة نقصاً فيه.