عمرة القضاء في ذي القعدة سنة سبع للهجرة
  حسب الاتفاق بين الطرفين في صلح الحديبية، فخرج النبي ÷ من مكة.
  وتزوج النبيُّ ÷ بعد إحلاله من العمرة بميمونة بنت الحارث الهلالية، وبنى بها بـ (سَرِف)(١) موضع عند التنعيم، وبهذا الموضع ماتت رحمة الله عليها، وقبرها في ذلك المكان معروف، عليه بناء وهو على جانب خط السيارات من مكة إلى المدينة، ولِتُراب قبرها رائحة زكيّة ينفح ذكاها إلى خارج البناء، هكذا وجدتُ عند زيارتي لها رحمة الله عليها.
  وكانت هذه العمرة تصديقاً لرؤيا رسول الله ÷ التي حدَّث بها أصحابه عند الخروج إلى الحديبية، وقد تحدَّث الله تعالى عن ذلك في آخرِ سورةِ الفتح، فقال سبحانه: {لَّقَدۡ صَدَقَ ٱللَّهُ رَسُولَهُ ٱلرُّءۡيَا بِٱلۡحَقِّۖ لَتَدۡخُلُنَّ ٱلۡمَسۡجِدَ ٱلۡحَرَامَ إِن شَآءَ ٱللَّهُ ءَامِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمۡ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَۖ فَعَلِمَ مَا لَمۡ تَعۡلَمُواْ فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَٰلِكَ فَتۡحٗا قَرِيبًا ٢٧}[الفتح].
(١) تعرف حالياً باسم النوارية، وهي موضع بين التنعيم ووادي فاطمة شمال غرب مكة المكرمة على بعد ١٢ كم منها. (الموسوعة).