[غزوة حنين شوال سنة 8 هـ]
[غزوة حنين شوال سنة ٨ هـ]
  ذكر الله تعالى غزوة حنين في القرآن الكريم فقال سبحانه وتعالى: {وَيَوۡمَ حُنَيۡنٍ إِذۡ أَعۡجَبَتۡكُمۡ كَثۡرَتُكُمۡ فَلَمۡ تُغۡنِ عَنكُمۡ شَيۡـٔٗا وَضَاقَتۡ عَلَيۡكُمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ ثُمَّ وَلَّيۡتُم مُّدۡبِرِينَ ٢٥ ثُمَّ أَنزَلَ ٱللَّهُ سَكِينَتَهُۥ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ وَعَلَى ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودٗا لَّمۡ تَرَوۡهَا وَعَذَّبَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْۚ} ... الآية [التوبة].
  كان جيش المسلمين في غزوة حنين اثني عشر ألفاً منهم ألفان من الطلقاء (مسلمة الفتح) فأُعْجِبَ المسلمون بهذه الكثرة الكاثرة، وظنوا أنهم بسبب هذه الكثرة سيحققون ما شاءوا من الانتصارات، وأنهم سيبلغون بسببها ما يتمنَّوْنَه من الغلبة والسلطان، ونسوا أن نصر الله للمسلمين لم يكن بسبب الكثرة ولا بسبب القوة، حتى قال أبو بكر يومئذ: لن نغلب اليوم من قلة(١).
  فركنوا إلى كثرتهم وقوّة عدتهم، ونسوا الالتجاء إلى الله والاستغاثة به والدعاء له، فوكلهم الله إلى ما ركنوا إليه من كثرتهم وقوتهم.
  فلما وصل الجيش المعجب بكثرته إلى وادي حنين خرجت عليهم كمائن العدو؛ ففزعوا وانهارت قواهم من شدة الخوف وولّوا الأدبار هاربين لا يلوون على شيء، وتركوا نبيهم ÷ في نفر من بني هاشم ومواليهم، منهم علي والعباس، فثبت النبي ÷ والنفر الذين معه وأنزل الله عليهم السكينة، وأَمَدَّهم بجنود من عنده، وأعطاهم النصر والظفر، ولم ترجع بعض فلول المسلمين المنهزمين إلا بعد أن نصر الله نبيه ÷ والنفر المؤمنين الذين ثبتوا معه، وقتل من المشركين في هذه الغزوة أعداد كثيرة، ثم ولوا الأدبار
(١) انظر مغازي الواقدي، السيرة الحلبية، طبقات ابن سعد، البداية والنهاية، تاريخ الإسلام للذهبي - في تعيين القائل.