بنو جذيمة
  هاربين، وتركوا نساءهم وأموالهم؛ فأخذها المسلمون غنيمة.
  فقسم رسول الله ÷ السبايا من نساء هوازن بين الغانمين وأعطى أبا سفيان مائة من الإبل وأعطى ابنيه يزيد ومعاوية كل واحد مائة، وهكذا صنع لعيون قريش ولآخرين من أهل القلوب المريضة ليتألَّفهم ÷ وليداوي بذلك العطاء الوافر داء قلوبهم، وليدفن به أحقادهم وضغائن قلوبهم، وقال له ÷ قائل حين رأى ما رأى من عطائه ÷: اعدل يا محمد، فقال ÷: «ومن يعدل إذا لم أعدل»، ثم قال ÷ بعدما أدبر الرجل كلاماً معناه: «سيخرج من هذا أقوام يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية».
  ثم جاء إلى النبي ÷ وفد هوازن يستعطفونه على رد ما أخذ من نسائهم وغنم من أموالهم فخيَّرهم بين النساء والأموال فاختاروا أن يرد عليهم النساء، فردّها المسلمون بعد أن استطاب النبي ÷ نفوسهم.