[أثر فتح مكة على إسلام جزيرة العرب]
  ٱلثَّمَرَٰتِ}[إبراهيم: ٣٧].
  وحكى تعالى دعاءه للبلد فقال: {وَإِذۡ قَالَ إِبۡرَٰهِـۧمُ رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَٰذَا بَلَدًا ءَامِنٗا ...}[البقرة: ١٢٦].
  ثم زادت رفعتها وشرفها حين اختار الله منها خاتم الأنبياء والمرسلين ÷؛ لذلك كانت قريش القبلة التي كانت تتوجَّه إليها أبصار قبائل العرب، والأسوة التي ينبغي أن تُتَّبع؛ فإن القبائل العربية لم تدخل في الإسلام إلا حين رأت قريشاً قد أسلمت، وكانوا من قبل ينظرون إليها كيف تصنع ليهتدوا بها في ذلك، فلما أسلمت قريش أسلمت قبائل العرب.
  ولمكانة قريش جاء في الرواية عن النبي ÷ أنه قال: «الناس تبع لقريش صالحهم لصالحهم وطالحهم لطالحهم» أو كما قال.
[أثر فتح مكة على إسلام جزيرة العرب]
  أعلنت قبائل الجزيرة العربية إسلامها بعد فتح مكة وإسلام قريش، وبعثت بوفودها إلى النبي ÷ ليخبروا النبي ÷ بإسلام من وراءهم، وكان الأمر كما قال تعالى في سورة النصر: {﷽ إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ ١ وَرَأَيۡتَ ٱلنَّاسَ يَدۡخُلُونَ فِي دِينِ ٱللَّهِ أَفۡوَاجٗا ٢ فَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ وَٱسۡتَغۡفِرۡهُۚ إِنَّهُۥ كَانَ تَوَّابَۢا ٣}.
  ويمكننا أن نقول: إن فتح مكة وإسلام قريش كان سبباً في إسلام قبائل الجزيرة العربية، وأن الداخلين في الإسلام بعد الفتح كانوا أكثر بكثير من الذين كانوا قد دخلوا في الإسلام مما قبل الفتح.
  وقد كانت قبائل الجزيرة ترى في قريش القدوة والإسوة، فكانت تنظر إلى قريش؛ فلما دخلت قريش في الإسلام دخلوا فيه.
  هذا، وقد آذنت هذه السورة بانتهاء دور النبوة بدخول الناس في دين الله أفواجاً، فإذا حصل ذلك ارتفع الوحي وانقطعت النبوة بموت النبي ÷.